نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء جلد : 1 صفحه : 46
الله تعالى فيها بأن يهتم ويعتني بها غاية العناية ولا يخل بهذه الوصاية ويتلطف في استعمالها وإيصالها تلطف الأخ الشقيق والأب الشفيق والواد الصديق والطيب الرفيق بعد بذله وسعه واستفراغ جهده في توخي القصد وتحري الصواب في بذله شيئاً بعد شيء لمن رآه شديد الحاجة إليه عظيم الحرص عليه كثير الرغبة فيه بعد أن اختبرهم وأستبرأهم [1] واستكشف حالهم فمن أنس منه رشداً ورجا فيه خيراً ممن أقصى مناه خلاص روحه ونجاة نفسه وجعل سعيه فيما يرجع إلى ذاته وإلى ما هو سبب حياته يزهد في أعراض الدنيا ويرغب فيما هو خير وأبقى لا يكذب نفسه [2] ولا يسامحها بل يصدقها صدقاً ويجد حزماً ويعلم حقاً " أن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى وإن إلى ربك المنتهى . " دفعها إليه رسالة رسالة على الولاء شبيه الغذاء والتربية والنماء وكالدواء للصحة والشفاء والكحل والجلاء [3] لتقوية البصر والضياء ما يقرب من فهمه ويليق بمحله من علمه ويستصلحه لمثله قدر ما يغذيه ويربيه ويصحه ويشفيه بل يبصره ويهديه ويشده ويقويه أولاً فأولاً على الترتيب المبين في الفهرست حتى إذا ما تمكنت الحكمة من نفسه وأنست به وتصورت عنده واستقر في خلده وقوي فيه وتحقق بفكره معانيه طلب عند ذلك الكل بشدة حرص وانشراح صدر وغاية رغبة وخلوص نية وقوة عزيمة وفضل معرفة وزيادة يقين وصحة بصيرة فحصلها وعمل بها واستحق بعد النظر فيهن والوقوف على جمل معانيهن النظر في الرسالة الجامعة التي هي نهاية المراد ونزهة المرتاد والفوز في المعاش والمعاد . لأن بهن التوصل إليها وبفهمهن الوقوف عليها . فمن وفته الله لذلك ويسره فقد هداه من الحيرة وأحياه
[1] أستبرأهم : طلب آخرهم ليقطع الشبهة عنه [2] يكذب نفسه : يحدثها بالأماني البعيدة التي لا يبلغها وسعه ومقدرته [3] الجلاء : الكحل أو كحل خاص .
46
نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء جلد : 1 صفحه : 46