responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء    جلد : 1  صفحه : 45


لا يضعها إلا في حقها ولا يمنعها عن مستحقها فإنها جلاء وشفاء ونور وضياء بل كالداء إن لم تكن دواء وكالفساد إن لم تكن صلاحاً وكالهلاك إن لم يكن نجاة تداوي وقد تدوي [1] وتميت وتحيي فهي كالترياق الكبير الذي هو في نفسه وحده وتختلف الأحوال عنده فيفعل الشيء وضده بحسب القوابل والمنفعلات عنه والحواصل والمتوالد منه بل مثلها الغذاء والضياء فإن بالغذاء القوة والزيادة فكما أن الصبي الصغير والطفل الرضيع السليم من الداء المستعد للزيادة والنماء يحتاج إلى حسن التربية ولطف التغذية وإطعام ما هوله أوفق وأصلح وفيه أزكى وأنجع على معرفة ومقدار ثم التدرج بغذائه حالاً بعد حال إلى استكمال قوته وتمام بنيته لئلا يتغذى بما لا ينجع فيه ولا يستمرئه فيمرضه ويدويه بل يهلكه ويرديه فكان الذي أعد لشفائه وبقائه هو سبب دائه وفنائه أو كالعليل الملتبس بالداء البعيد من الشفاء إن غذي لا ينتفع بغذائه بل يزيد في دائه وربما كان سبب هلاك نفسه وانقضاء عمره وأما الضياء فإنه لا يصلح إلا لمن فتح عينه وصح نظره وقوي بصره ويزيده الجلاء جلاء والنور قوة وضياء . فأما من لم يفتح عينه أو كان قريب العهد بالخروج من الظلام فيضعف جداً عن مقابلة ضوء النهار ونور الشمس بل يكسبه الضياء ظلمة البصر حتى ربما صار ضلالاً وعمىً وكذلك من كان عليل الطرف أرمد العين ذا عور أوفي بصره سوء وقذى فلا يفتح عينه فيبصر ولا يعاين الصور فيميز بل يستريح أبداً إلى الظلمات ويهرب من الضياء وكلما زاد الضياء نقص إبصاره وضعف إدراكه فإن لج أداه إلى الغشاء والعماء [2] وفقد النظر وذهاب البصر .
كذلك الواجب على من حصلت عنده هذه الرسائل وهذه الرسالة أن يتقي



[1] تدوي : تمرض
[2] العماء : السحاب أو المظلم منه

45

نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء    جلد : 1  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست