responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء    جلد : 1  صفحه : 341

إسم الكتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء ( عدد الصفحات : 452)


وأهل جنته من النعيم الذي لا يشوبه نقص ولا تنغيض إذ كان نعيم الدنيا مشوباً بالبؤس ولذاتها بالآلام وسرورها بالحزن وراحتها بالنصب وعزتها بالذل وصفوها بالكدر وغناها بالفقر وصحتها بالسقم وأهلها فيها معذبون في صورة المنعمين مغتمون في صورة المغبوطين مغرورون في صورة الواثقين مهانون في صورة المكرمين وجلون غير مطمئنين خائفون غير آمنين مترددون بين الأضداد من نور وظلمة وليل ونهار وشتاء وصيف وحر وبرد ورطب ويابس ونوم ويقظة وجوع وشبع وعطش وروي وراحة وتعب وشباب وهرم وقوة وصعف وحياة وموت وما شاكل ذلك من الأمور التي أهل الدنيا وأبناؤها مترددون بينها متحيرون فيها مدفوعون إليها . فأراد ربك أن يخلصهم من هذه الآلام المشوبة باللذات وينقلهم منها إلى نعيم لا بؤس فيه ولذة لا يشوبها ألم وسرور بلا حزن وفرح بلا غم وعز بلا ذل وكرامة بلا هوان وراحة بلا تعب وصفولا يخالطه كدر وأمن بلا خوف وغنى بلا فقر وصحة بلا سقم وحياة بلا موت وشباب بلا هرم ومودة لازمة ونور لا يشوبه ظلام ويقظة بلا نوم وذكر بلا غفلة وعلم بلا جهالة وصداقة بلا عداوة بين أهلها ولا حسد ولما لم يمكن أن يكون الإنسان هناك بهذا الجسد الفاني والجسم الثقيل المستحيل الطويل العريض العميق المظلم المركب من أجزاء الأركان المتضادة المؤلفة من الأخلاط الأربعة إذ كان لا يليق بمن هذه سبيله من تلك الأوصاف الصافية والأحوال الباقية اقتضت العناية بواجب حكمة الباري - جل ثناؤه - أن ينشأ نشوءاً آخر كما ذكر الله - جل ثناؤه - بقوله : " ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون " يعني النشأة الأخرى . وقال : " وننشئكم فيما لا تعلمون " وقال : " ثم الله ينشئ النشأة الآخرة . "

341

نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء    جلد : 1  صفحه : 341
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست