responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء    جلد : 1  صفحه : 340


المعاملة دون غيركم والرب واحد قال : أما النعمة والإحسان والإفضال فعموم للجميع قد عمتنا كلنا ولكن نحن خصصنا بحسن الاعتقاد وصحة الرأي والإقرار بالحق والإيمان والتسليم فوفقنا لمعرفة الحقائق لما أعطينا بالانقياد والإيمان والتسليم وصدق المعاملة من محاسبة النفس وملازمة الطريق وتفقد تصاريف الأحوال الطارئة من الغيب ومرعاة القلب بما يرد عليه من الخواطر والوحي والإلهام ساعة بساعة .
قال الرهب : زدني في البيان . قال : نعم اسمع ما أقوله وافهمه واعقل ما تفهم إن الله - جل ثناؤه - لما خلق الإنسان من طين ولم يكن شيئاً مذكوراً وجعل من سلالة ماء مهين ثم جعله نطفة في قرار مكين ثم قلبه حالاً بعد حال تسعة أشهر إلى أن أخرجه من هناك خلق سوياً بنية صحيحة وصورة تامة وقامة منتصبة وحواس سالمة . ثم زوده من هناك لبناً لذيذاً خالصاً سائغاً لذة للشاربين حولين كاملين ثم رباه وأنشأه وأنماه بفنون من لطفه وغرائب من حكمته إلى أن بلغه أشده واستوى ثم آتاه حكماً وعلماً وقلباً ذكياً وسمعاً دقيقاً وبصراً حاداً وذوقاً لذيذاً وشماً طيباً ولمساً ليناً ولساناً ناطقاً وعقلاً صحيحاً وفهماً جيداً وذهناً صافياً وتمييزاً وفكراً وروية ومشيئة واختياراً وجوارح طائعة ويدين صانعتين ورجلين ساعيتين ثم علمه الفصاحة والبيان والخط بالقلم والصنائع والحرف والزراعة والبيع والتجارة والتصرف في المعاش وطلب وجوه المنافع واتخاذ البنيان وطلب العز والسلطان والأمر والرياسة والتدبير والسياسة وسخر له ما في الأرض جميعاً من الحيوان والنبات والمعادن فغدا متحكماً عليها تحكم الأرباب ومتصرفاً فيها تصرف الملاك متمتعاً بها إلى حين . ثم أراد الله أن يزيده من إحسانه وفضله وجوده وإنعامه شيئاً آخر أشرف وأجل مما عددنا وذكرنا وهوما أكرم الله به ملائكته وخالص عباده

340

نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء    جلد : 1  صفحه : 340
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست