responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء    جلد : 1  صفحه : 201

إسم الكتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء ( عدد الصفحات : 452)


والإيقاعات على هذا المقدار من الطول خرج من الأصل والقانون والقياس أعني من أن تدركها وتميزها القوة الذائقة السمعية والعلة في ذلك أن الأصوات لا تمكث في الهواء زماناً طويلاً إلا ريثما تأخذ المسامع حظها من الطنين ثم تضمحل تلك الأصوات من الهواء الحامل لها المؤدي إلى المسامع كما بينا في فصل قبل هذا . وهكذا أيضاً طنين الأصوات لا يمكث في المسامع زماناً إلا ريثما تأخذ القوة المتخيلة رسومها .
ثم تضمحل من المسامع تلك الطنينات . وإذا طالت أزمان السكونات بين النقرات والإيقاعات وزادت على المقدار الذي تقدم ذكره اضمحلت النغمة الأولى وطنينها من المسامع قبل أن ترد النغمة الأخرى فلا تقدر القوة المفكرة أن تعرف مقدار الزمان الذي بينهما فتميزهما وتعرف التناسب الذي بينهما لأن جودة الذوق في المسامع هي معرفة كمية الأزمان التي بين النغمتين وما بين أزمان السكونات وبين أزمان الحركات من التناسب والمقدار . وعلى هذا المثال يجري حكم سائر المحسوسات والقوى الحاسة المدركة لها . ولك أن القوة الباصرة أيضاً لا تقدر أن تعرف مقدار أبعاد ما بين المرئيات إلا إذا كانت متقاربة في الأماكن وأما إذا بعد ما بينها من الأماكن كما بعد ما بين المسموعات بالأزمان فلا تقدر القوة الباصرة أن تدركها وتميز البعد ما بينها إلا بآلات هندسية كالذراع والشل والباب والقبضة والأصابع كما بينا في رسالة الجومطريا . وهكذا إذا بعد ما بين أزمان الحركات بطول أزمان السكونات فلا تقدر القوة الذائقة السامعة أن تدركها وتعرف بعد ما بينها إلا بآلات رصدية كالطرجهارات والشياهين والأصطرلاب وما شاكلها من آلات الرصد . فأما إن كانت

201

نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء    جلد : 1  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست