نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء جلد : 1 صفحه : 15
والزمان والمكان والحركة والآثار العلوية ؛ وعلى المعادن والحيوان والإنسان والنفس واللذة والألم ؛ وعلى الأصوات وإدراك القوة السامعة لها . . فمن ذلك قولهم إن الحيوانات تحس باللذة والألم لأن أجسامها مركبة من الطبائع الأربع : الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة ، وهي دائمة التغير بين زيادة ونقص ، فتارة تخرج المزاج من الاعتدال إلى الزيادة في إحدى الطبائع ، وتارة إلى النقص . واللذة هي رجوع المزاج إلى الاعتدال بعد خروجه عنه . فكان من ذلك أن الحيوان لا يحس باللذة إلا إذا تقدمها ألم ؛ وتكون اللذة باعتدال الطبائع الأربع ، والألم بغلبة إحداها على الأخرى ، كما لو زادت طبيعة الحرارة في الجسم ونقصت طبيعة البرودة ؛ أو زادت طبيعة اليبوسة ونقصت طبيعة الرطوبة . وقادهم بحثهم في المعادن والنبات والحيوان إلى القول بتماسك هذه المخلوقات ، فلمسوا به مذهب النشوء والارتقاء ، قالوا إنّ المعادن متصل أولها بالتراب وآخرها بالنبات . فخضراء الدمن ليست بشيء سوى غبار يتلبد على الأرض والصخور والأحجار ، ثم تصيبه الأمطار وأنداء الليل فيصبح بالغد كأنه نبت زرع وحشائش ، فإذا أصابه حرّ شمس نصف النهار جفّ . والنبات آخره متصل بالحيوان ، فالنخل هو آخر المرتبة النباتية مما يلي الحيوانية ، وذلك أنّ النخل نبات حيواني لأنه مباين في بعض أحواله أحوال النبات ، فإناثه غير ذكوره ، ولقاحها من الفحولة كلقاح إناث الحيوان . وإذا قطعت رؤوس النخل جف وبطل نموه ومات ، وهذا من شأن الحيوان لا من شأن النبات . وكذلك آخر مرتبة الحيوان متصل بأول مرتبة الإنسان كالقرد في التقليد ، والفيل في الذكاء ، والنحل في حسن التدبير . قسم النفسانيات والعقليات وكانوا في القسم الثالث من رسائلهم ، على رأي الفيثاغوريين ، وفيها أفلاطوني وأرسطي ، تبحث في ما بعد الطبيعة من النفسانيات والعقليات ،
15
نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء جلد : 1 صفحه : 15