responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء    جلد : 1  صفحه : 450


بها سائر الأشياء مما لم يشاهدوه ولا جربوه بل قياساً إلى ما عرفوه حسب . وأما العلماء الذين يتعاطون الجدل ودقيق النظر فإنهم يجعلون قوانين قياساتهم ما قد اتفقوا عليه هم وخصماؤهم أصولاً ومقدمات يقيسون عليها ما هم فيه مختلفون سواء كان ما اتفقوا عليه حقاً أو باطلاً صواباً أو خطأً وأما المرتاضون بالبراهين الهندسية أو المنطقية فإنهم يجعلون قوانين قياساتهم الأشياء التي هي في أوائل العقول أصولاً ومقدمات ويستخرجون من نتائجها معلومات أخرى ليست بمحسوسات ولا معلومات بأوائل العقول بل مكتسبة بالبراهين الضرورية ثم يجعلون تلك المعلومات المكتسبة مقدمات وقياسات ويستخرجون من نتائجها معلومات أخرى هي ألطف وأدق مما قبلها وهكذا يفعلون دائماً طول أعمارهم . ولو عاش الإنسان عمر الدنيا لكان له في تلك متسع .
فصل في أن الحيوانات تتفاوت في الحواس ومعلوماتها وأعلم يا أخي بأن من الحيوان ما له حاسة واحدة ومنه ما له حاستان ومنه ما له ثلاث حواس ومنه ما له أربع ومنه ما له خمس حواس كما بينا في رسالة الحيوان .
وأعلم يا أخي بأن كل حيوان كان أكثر حواس فإنه يكون أكثر محسوسات فأما الإنسان فله هذه الخمس بكمالها ولكن كل من كان من الناس أكثر تأملاً لمحسوساته وأكثر اعتباراً لأحوالها كانت المعلومات التي في أولية العقل في نفسه أكثر . ومن كان بهذا الوصف وجعل هذه المعلومات الأولية مقدمات وقياسات واستخرج نتائجها كانت المعلومات البرهانية في نفسه أكثر . وكل من كان أكثر معلومات حقيقة كان بالملائكة أشبه وإلى ربه أقرب .

450

نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء    جلد : 1  صفحه : 450
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست