responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء    جلد : 1  صفحه : 297


الله - جل ثناؤه - بقوله : " ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون . " يعني النشأة الآخرة وقال تعالى : " وننشئكم فيما لا تعلمون . " وقال الله - عز وجل - : " ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير " .
فصل في قابلية الإنسان جميع الأخلاق أعلم يا أخي - أيدك الله وإيانا بروح منه - بأن الله - جل ثناؤه - لما أراد أن يجعل في الأرض خليفة له من البشر ليكون العالم السفلي الذي هو دون فلك القمر عامراً بكون الناس فيه مملوءاً من المصنوعات العجيبة على أيديهم محفوظاً على النظام والترتيب بالسياسات الناموسية والملكوتية والفلسفية والعامية والخاصية جميعاً ليكون العالم باقياً على أتم حالاته وأكمل غاياته كما ذكر في السفر الرابع من صحف هرمس وهو إدريس النبي - عليه السلام - وذكرناه في الرسالة الجامعة وأشرنا إليه في رسائلنا وكما سنبين في هذه الرسالة فبدأ أولاً ربنا تعالى فبنى لخليفته هيكلاً من التراب عجيب البنية ظريف الخلقة مختلف الأعضاء كثير القوى ثم ركبها وصورها في أحسن صورة من سائر الحيوانات ليكون بها مفضلاً عليها مالكاً لها متصرفاً فيها كيف يشاء ثم نفخ فيه من روحه فقرن ذلك الجسد الترابي بنفس روحانية من أفضل النفوس الحيوانية وأشرفها ليكون بها متحركاً حساساً دراكاً علاماً فاعلاً ما يشاء ثم أيد نفسه بقوى روحانية سائر الكواكب في الفلك ليكون متهيئاً له بها وممكناً له قبول جميع سائر الأخلاق وتعلم جميع العلوم والآداب والرياضيات والمعارف والسياسات كما مكنه وهيأ له بأعضاء بدنه المختلفة الأشكال والهيئات تعاطي جميع الصنائع البشرية والأفعال الإنسانية والأعمال الملكية .
وذلك أنه قد جمع في بنية هيكله جميع أخلاط الأركان الأربعة

297

نام کتاب : رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء نویسنده : إخوان الصفاء    جلد : 1  صفحه : 297
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست