responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي    جلد : 1  صفحه : 703

إسم الكتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار ( عدد الصفحات : 848)


جلىّ . فحينئذ يجوز للعارف بهذا السرّ أن يقول : ليس في الوجود سوى الله ، وليس في الوجود الا الله ، وغير ذلك من الكلام الدالّ عليه ، مثل قولهم : لا يعرف الله الا الله ، ولا يرى الله الا الله ، ولا يدلّ على الله الا الله ، ولا يحبّ الله الا الله .
( 201 ) وإذا عرفت هذا ، فهاهنا نكتة لا بدّ منها ، وهي أنّ الألف إذا كان في الأزل ، مثلا ، عالما بذاته ، وبأنّ لها قابليّة أن تظهر بصور جميع الحروف ، وعالما بماهيّات الحروف وحقائقها وأوضاعها وأشكالها ، فإذا ظهر هذا الألف مثلا بصورة الجيم ، فلا يكون للجيم على الألف اعتراض ولا حجّة « بأنّك لم ظهرت فىّ بصورة الجيم ؟ » لأنه لا يمكنه غير ذلك لانّه لو ظهر ( الألف ) في الجيم بصورة الدال ، مثلا ، لكان [1] خارجا عن العدل والحقّ ، لانّ العدل هو أنّ الظاهر لا يظهر في مظهر الا على الوجه الذي ذاك المظهر عليه . والجيم لا يطلب منه ( أي من الألف ) أبدا ، بلسان الاستعداد ، الا الظهور بصورة الجيميّة لا غير ، وكان يلزم منه ( أي إذا ظهر الألف في الجيم بغير صورة الجيم ) قلب الحقائق ، وقلب الحقائق بالاتّفاق محال .
( 202 ) فحينئذ لا يمكن ظهور الألف بصور الحروف الا على الوجه الذي ( هي ) عليه تلك الحروف . وهذا معنى قول المحقّقين ، المطَّلعين على حقائق الأشياء كشفا وذوقا : انّ الحقائق غير مجعولة بجعل الجاعل .
وهذا قطرة من بحر سرّ القدر . وفيه أسرار أخر لا يجوز إفشاؤها أصلا الا لأهلها . * ( إِنَّ في ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَه ُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ) * [2] .



[1] لكان : كان F
[2] ان في ذلك . . : سورهء 50 ( ق ) آيهء 36

703

نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي    جلد : 1  صفحه : 703
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست