وقيل :
< شعر > « ومن منح الجهّال علما أضاعه ومن منع المستوجبين فقد ظلم [1] < / شعر > ومع ذلك ، فانّ [2] حالي كحال من قال :
< شعر > سقونى وقالوا لا تغنّ [3] ولو سقوا جبال حنين ما سقونى لغنّت < / شعر > ( 111 ) وأيضا ، كيف أسكت وأكتم وأنا عارف بقول الله تعالى * ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا من الْبَيِّناتِ وَالْهُدى من بَعْدِ ما بَيَّنَّاه ُ لِلنَّاسِ في الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ الله وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ) * [4] ؟ وكيف لا أظهر [5] وأنا مأمور بإظهاره ، لقوله تعالى * ( قُلِ الْحَقُّ من رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمن شاءَ فَلْيَكْفُرْ ) * [6] ؟ وكيف لا أودّى إلى أهله حقّه وأنا مأمور بأدائه اليه ، لقوله تعالى * ( إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَماناتِ إِلى أَهْلِها ) * [7] ؟ وكيف لا أقول [8] وأنا عالم بقول النبىّ - صلَّى الله عليه وسلَّم : « من كتم علما نافعا ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار [9] » ؟ وكيف يجوز خوف من الملامة واظهار الحقّ وأنا من جماعة ورد فيهم * ( فَسَوْفَ يَأْتِي الله بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه ُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ في سَبِيلِ الله وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ) * [10] ؟ والله !

[1] ومن منح . . . ظلم : انظر الأحياء 1 / 58
[2] فان : - F
[3] لا تغن : لا تغني F
[4] ان الذين . . : سورهء 2 ( البقرة ) آيهء 154
[5] لا اظهر : ما اظهر F
[6] قل الحق . . : سورهء 18 ( الكهف ) آيهء 28
[7] ان اللَّه . . : سورهء 4 ( النساء ) آيهء 61
[8] لا أقول : ما أقول F
[9] من كتم . . . نار : حديث أخرجه ابن ماجة عن أبي سعيد الخدري بإسناد ضعيف ونصه « من كتم علما نافعا جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار » ، انظر المغنى عن حمل الاسفار للشيخ عبد الرحيم بن الحسين العراقي ، في ذيل الأحياء 1 / 57 و 1 / 10 ، حديث رقم 4 F
[10] فسوف يأتي . . : سورهء 5 ( المائدة ) آيهء 59

671