نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 67
الشرك في امّتى أخفى من دبيب النملة السوداء على الصخرة الصّماء في الليلة الظلماء ! » وهذان الكلامان مبالغة في خفائه وكمونه [1] وسريانه في المؤمنين والمسلمين من عباده . ( 135 ) والغرض أنّ كمال [2] الباطن لا يمكن حصوله الا بالخلاص [3] من « الشرك الخفىّ » ، الذي هو بإزاء « التوحيد الوجودىّ » ، كما أنّ كمال الظاهر لا يمكن حصوله الا بالخلاص من « الشرك الجلىّ » ، الذي هو بإزاء « التوحيد الالوهى » [4] . وسيجئ بيان هذين الشركين وهذين التوحيدين في القاعدة الثالثة من هذا الأصل مفصّلا ، إن شاء الله تعالى . ( 136 ) وعن مثل هذا العمل الصالح والإسلام الكامل ، أخبر مولانا وسيّدنا أمير المؤمنين - عليه السّلام - بقوله « انّى لانسبنّ الإسلام نسبة لم [5] ينسبها أحد قبلي : الإسلام هو التسليم ، والتسليم هو التصديق ، والتصديق هو اليقين ، واليقين هو الإقرار ، والإقرار هو الأداء ، والأداء هو العمل الصالح » ، حتى لا يقنع الجاهل بمجرد كلمة الإسلام والقيام بالأعمال [6] الظاهرة المشوبة بالرياء والسمعة والعجب وغير ذلك ، ويجتهد في تخليصه [7] عن أمثالها وتمحيضه [8] عن أشباهها . صلى الله على نفسه القدسيّة وذاته الكاملة ، والسلام على من اتّبع الهدى .
[1] وكمونه F : ومكونه M [2] كمال F : الكمال M [3] بالخلاص : بالخلاص F بالإخلاص M [4] الالوهى F : الاولهى M [5] لم : لن F لا M [6] بالأعمال M : بالاعلام F [7] تخليصه M : تخليعه F [8] وتمحيضه F : وتخليصه M
67
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 67