نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 668
في مراتب أسمائه وصفاته وكمالاته وخصوصيّاته . والا ، فهي بنفسها ليست بشيء . ( 105 ) فحينئذ لا يكون في الوجود حقيقة الا هو تعالى وأسماؤه وصفاته وكمالاته وخصوصيّاته . ولا يكون المظاهر والخلق والعالم الا أمرا اعتباريّا ووجودا مجازيّا ، في محلّ الفناء وصدد الهلاك ، أزلا وأبدا . ولهذا قال سبحانه * ( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَه ُ ) * [1] أي * ( كُلُّ شَيْءٍ ) * مضاف اليه من الموجودات الممكنة على سبيل المجاز ، « هالِكٌ » أزلا وأبدا ، « إِلَّا وَجْهَه ُ » الذي هو عبارة عن ذاته ووجوده ، فانّه باق أزلا وأبدا ، كما قيل : « الباقي باق في الأزل والفاني فإن لم يزل [2] » . وكذلك قوله تعالى [3] * ( كُلُّ من عَلَيْها فانٍ وَيَبْقى وَجْه ُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرامِ ) * [4] . ( 106 ) لانّك إذا نظرت إلى حقيقة الوجود التي يقع [5] عليها ضمير « الهاء » ( في الآية المذكورة المتقدّمة ) وجدت أنّ [6] كلّ موجود بالنسبة إليها فان بنفسه أزلا وأبدا ، كوجود الاعداد بالنسبة إلى الواحد مثلا ، أو الاعراض إلى الجوهر ، أو الصورة إلى الهيولى . وعن هذا السرّ قال الشيخ الأعظم - قدّس سرّه : « انّ العالم غيب لم يظهر قطَّ . والحقّ تعالى هو الظاهر ، ما غاب قطَّ . والناس في هذه المسألة على عكس الصواب ، فيقولون : انّ العالم ظاهر والحقّ تعالى غيب . فهم ، بهذا الاعتبار ،
[1] كل شيء . . : سورهء 28 ( القصص ) آيهء 88 [2] الباقي . . . يزل : أصل الفكرة لابن العريف ، كتاب محاسن المجالس ، نشر آسين پلاسيوس ص 97 ، وانظر الفتوحات 1 / 103 3 / 295 ، 296 ومقدمة كتاب الفناء في المشاهدة لابن العربي [3] تعالى : - F [4] كل من عليها . . : سورهء 55 ( الرحمن ) آيهء 26 - 27 [5] يقع : - F [6] ان : - F
668
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 668