نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 57
و ( هو تعالى ) باطنه عين ظاهره . وكذلك الاوّل والآخر ، لانّ كلّ واحد منهما عين الآخر ، وفيه قيل « سبحان من اشتدّ خفاؤه في ظهوره ، وظهوره في خفائه ! ظهر فبطن ، وبطن فعلن [1] ، ودان فلم [2] يدن » . * ( لَيْسَ كَمِثْلِه شَيْءٌ وهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) * [3] . وسيجئ هذا البحث مستوفى في القاعدة الرابعة من هذا الأصل ، إن شاء الله تعالى . ( 114 ) وأمّا بيان ( الدعوى ) الثانية ، وهو أنّ جميع الموجودات مجبولة [4] عليه ( يعنى على التوحيد ) ، مخلوقة لأجله ، فقوله تعالى أيضا : * ( ولَئِنْ سَأَلْتَهُمْ من خَلَقَ السَّماواتِ والأَرْضَ ؟ لَيَقُولُنَّ الله ) * [5] ، الآية ، لانّ هذا اقرار بالالوهيّة من لسان كلّ ما في السماوات والأرض ، من ذوى العقول وغيرهم ، كما في قوله تعالى * ( فِطْرَتَ الله الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ الله ، ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ) * [6] . ( 115 ) ومعلوم أنّ الفطرة هي [7] اقرار كلّ شيء بالالوهيّة والربوبيّة ، وأنّ له خالقا ، وأنّه لم يخلق نفسه ، ويشهد بذلك أيضا قوله : * ( الْحَمْدُ لِلَّه فاطِرِ السَّماواتِ والأَرْضِ ) * [8] لانّهما مخلوقتان على الفطرة « الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها » لانّهما مكلَّفتان مطيعتان [9] له بقوله * ( ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وهِيَ دُخانٌ ، فَقالَ لَها ولِلأَرْضِ : ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً ، قالَتا : أَتَيْنا طائِعِينَ ) * [10] اى أتينا شاهدين على أنفسنا بأنّك إلهنا وخالقنا ، ولا