نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 564
الولىّ أدنى مرتبة من النبىّ مرتبة . والى هذا أشار أمير المؤمنين وقال « العلم نقطة كثّرها الجهال » يعنى العلم الحقيقىّ نقطة ، أي حصول العلم الحقيقىّ موقوف على الاطَّلاع على هذه النقطة وكيفيّة ظهورها ومظاهرها ومراتبها . لكن « كثّرها الجهال » بجهلهم بها وانكارهم بصاحبها . * ( ومن لَمْ يَجْعَلِ الله لَه نُوراً فَما لَه من نُورٍ ) * [1] . * ( ذلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيه من يَشاءُ والله ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) * [2] . ( 1165 ) والغرض من مجموع هذا البحث أن يثبت أنّ منبع جميع العلوم المذكورة ومنشأها حضرة هذا الرحمن الذي قال تعالى فيه * ( الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ ، خَلَقَ الإِنْسانَ ، عَلَّمَه الْبَيانَ ) * [3] ، وأنّه ما يمكن تحصيلها الا منه . وهذا قد ثبت . والحمد لله على ذلك ! وكلّ من أراد العلوم الحقيقيّة الارثيّة الإلهيّة ، فليتوجّه إلى حضرته على حسب ما قدّمناه ، ليتعلَّم منه على قدر استعداده واستحقاقه ، لانّه جواد كريم . * ( وما ذلِكَ عَلَى الله بِعَزِيزٍ ) * [4] والله أعلم بالصواب ، واليه المرجع والمآب . * ( والله يَقُولُ الْحَقَّ ، وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ) * [5] . ( 1166 ) هذا آخر الوجه الاوّل وبيان الآية المذكورة وتأويلها بقدر هذا المقام . وإذا تحقّق هذا ، فلنشرع في الوجه الثاني ، متمسّكين [6] بقوله تعالى أيضا * ( اقْرَأْ ورَبُّكَ الأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ، عَلَّمَ الإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ ) * [7] لانّه دلالة موضحة غاية الإيضاح على ما بيّنّاه ،
[1] ومن لم يجعل . . : سورهء 24 ( النور ) آيهء 40 [2] ذلك فضل . . : سورهء 57 ( الحديد ) آيهء 21 [3] الرحمن علم . . : سورهء 55 ( الرحمن ) آيهء 1 - 3 [4] وما ذلك . . : سورهء 14 ( إبراهيم ) آيهء 23 [5] واللَّه يقول . . : سورهء 33 ( الأحزاب ) آيهء 4 [6] متمسكين : متمسكا MF [7] اقرأ . . : سورهء 96 ( العلق ) آيهء 3 - 5
564
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 564