نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 558
بين إصبعين من أصابع الرحمن » . ( 1150 ) وبالجملة كما أنّ الإنسان الكبير - من حيث هو هو - جامع لهذه الأسماء الثلاثة ( أي الله ، الرحمن ، الرحيم ) وكمالاتها اجمالا وتفصيلا ، وكما أنّ روح الإنسان الكبير بمثابة القلب في جسد العالم ، فكذلك روح الإنسان الصغير هي بمثابة القلب في جسده . ( 1151 ) فحينئذ ، كما أنّ جميع كمالات الإنسان الصغير من العلوم والحقائق والحياة والقدرة والتصرّف والإدراك والاخذ والعطاء والقبض والبسط ، تتعلَّق بقلبه وروحه ، فكذلك جميع كمالات الإنسان الكبير من العلوم والحقائق والقدرة والحياة والتصرّف والإدراك والاخذ والعطاء والقبض والبسط ، تتعلَّق بروحه وقلبه . ومن هذا يعرف شرف الإنسان الكبير المسمّى بالرحمن ، وشرف الإنسان الصغير المسمّى بالرحيم ، ومرتبتهما في الوجود . ( 1152 ) وكأنّ النبىّ إلى هذا المعنى أشار بقوله « انّ في جسد ابن آدم لمضغة ان صلحت صلح بها جميع الجسد ، وان فسدت فسد بها جميع الجسد ألا وهي القلب ! » وفي هذا القلب وتحقيقه أسرار لا تحتملها أطباق السماوات والأرض السبع مع ما تحتها ، وقد أشار إلى بعض ذلك الشيخ الأعظم في « فصوصه » في « الفصّ الشعيبىّ » ما نظره هناك . والغرض أنّ مرتبته ( أي مرتبة القلب ) عظيمة ورتبته جليلة . وفوق ذلك كلَّه أنّه ما اختصّ نزول هودج كبريائه الا فيه ، وما جرت سلطنته في الوجود الا به * ( إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) * [1] .