responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي    جلد : 1  صفحه : 555


الرحمن - في عالم الغيب ، أي ( خشي ) من انزال البلاء عليهم عاجلا ووجوب العقاب آجلا ، وغير ذلك من الاحكام .
( 1144 ) وعلى هذا التقدير ( فهناك ) بون بعيد وتفاوت عظيم بين الجاهل بالرحمن وتصرّفه في الوجود ، وبين العالم به المطَّلع على أفعاله وأحكامه وتصرّفه في عالم الغيب والشهادة . واليه أشار في موضع آخر في قوله تعالى * ( هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ، من خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ . ادْخُلُوها بِسَلامٍ ، ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ، لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها ولَدَيْنا مَزِيدٌ ) * [1] . والكلّ إشارة إلى القلب السليم وصاحب القلب السليم من الحجاب والظلمة ، المستعدّ للفيض الرحمانىّ وأنواره .
ولقوله تعالى أيضا * ( يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ ولا بَنُونَ إِلَّا من أَتَى الله بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) * [2] .
( 1145 ) ويشهد بذلك كلَّه ترتيب الفاتحة ، وتعظيمها ( من ) بين ( سور ) القرآن ( ثابت ) ، لقوله تعالى * ( ولَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً من الْمَثانِي والْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) * [3] لانّها مشتملة على كمال هذا « الرحمن » وتصرّفه دنيا وآخرة غيبا وشهادة ، لانّه قال * ( بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، الْحَمْدُ لِلَّه رَبِّ الْعالَمِينَ ، الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) * [4] . وليس هذا الا بيان تصرّفه واظهار تحكَّمه في الوجود دنيا وآخرة ، لانّ « الرحمن الرحيم » الثاني لو كان بمعنى الاوّل لكان تكرارا وعبثا ، وهذا لا يجوز من الله تعالى . فما بقي الا أن يكون الرحمن الثاني بمعنى الخليفة



[1] هذا ما توعدون . . : سورهء 50 ( ق ) آيهء 31 - 34
[2] يوم لا ينفع . . : سورهء 26 ( الشعراء ) آيهء 88 - 89
[3] ولقد آتيناك . . : سورهء 15 ( الحجر ) آيهء 87
[4] بسم اللَّه . . : سورهء 1 ( الفاتحة ) آيهء 1

555

نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي    جلد : 1  صفحه : 555
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست