نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 549
بنفسه ، لقوله تعالى * ( الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ ، خَلَقَ الإِنْسانَ ، عَلَّمَه الْبَيانَ ) * [1] ولقوله * ( عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ، عَلَّمَ الإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ ) * أي الإنسان وغيره ، والمراد به الذرّيّة ، صوريّة كانت أو معنويّة . ( 1131 ) وفيه ورد أيضا « أوّل ما خلق الله القلم . فقال له : اكتب ! فكتب بإذن الله ما يجرى إلى يوم القيامة ، حتّى إذا فرغ قال : جفّ القلم بما هو كائن » . وهذا إشارة وأمر له باظهار العلوم والحقائق الموجودة فيه اجمالا على حسب التفصيل : أوّلا في النفس الكلَّيّة ، وثانيا في الموجودات بعدها على الترتيب المعلوم ، المشار اليه ب * ( ن والْقَلَمِ وما يَسْطُرُونَ ) * [2] لانّ النون عبارة عن اجمال العلوم والحقائق الذي هو بمثابة الدواة ، وهو العقل الاوّل . والقلم ( عبارة ) عن تفصيل العلوم والحقائق الذي هو بمثابة القلم ، وهو النفس الكلَّيّة . وما يسطرون ، أي ما يسطر [3] هذا القلم والدواة من الموجودات والحقائق من الكتاب الالهىّ الذي هو الوجود مطلقا ، وهو كلمات الله الموصوفة بأنّها لا تنفد ولا تنقطع أزلا وأبدا ، لقوله تعالى * ( قُلْ : لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي ، لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي ولَوْ جِئْنا بِمِثْلِه مَدَداً ) * [4] . وليس هذا موضع بيان كلماته وآياته . وقد بسطنا الكلام في آياته وكلماته وكتابه وحروفه في رسالتنا المسمّاة ب « منتخب التأويل » . ( 1132 ) فأمّا الذي ورد في اصطلاح القوم في تعريف « الكلمات » فهو [5] قولهم : الكلمة يكنى بها عن كلّ واحدة من الماهيّات والأعيان والحقائق
[1] الرحمن . . : سورهء 55 ( الرحمن ) آيهء 1 - 3 [2] نون والقلم . . : سورهء 68 ( القلم ) آيهء 1 [3] ما يسطر F : وما يسطرون M [4] قل لو كان . . : سورهء 18 ( الكهف ) آيهء 109 [5] فهو : وهو MF
549
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 549