نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 521
والبراهمة وغيرهم ، - أجيب عنه بأنّ استحقاق الإرث يحتاج إلى الشرطين المذكورين ، أي النسب الحقيقىّ والنسب المعنويّ ، وليس بين هؤلاء الأولاد و ( بين ) أبيهم هذه النسب ، فلا يحصل لهم شيء أصلا . ( 1068 ) ومع ذلك ، فهاهنا لطيفة أخرى ، وهي أنّ نسبة هذه العلوم المركوزة في قلوب بني آدم ، المعجونة في جبلتهم ، المستورة بالموانع الحاصلة من أخلاقهم الذميمة ، هي كنسبة [1] العيون والأنهار المركوزة في تخوم الأرض [2] ، المستورة بالأحجار الصلبة والمعادن الشديدة ، فإذا ارتفعت الموانع والحجب ، ظهرت المياه وجرت على وجه الأرض جريانا أبديّا لا انقطاع لها . وكما أنّ الأرض إذا حفرت نبع منها الماء ، عذبا كان أو أجاجا ، كذلك القلب إذا حفر - أعنى رفعت الموانع عنه - طلعت منه العلوم [3] ، حقّا كانت ( تلك العلوم ) أو باطلة . فحينئذ كما أنّ عذبيّة الماء وأجاجيّته لا تنسبان إلى مطلق الماء ، لانّ ( الماء ) المطلق لا يوصف بشيء ، لانّه إذا وصف بشيء خرج عن إطلاقه ، لانّ الصفة قيد ، بل ينسب إلى محلَّه ، مثل الماء الطالع من الأرض السبخة والأرض النورة والأرض الطيّبة والأرض المعتدلة وغير ذلك ، - فكذلك حقّيّة العلوم وباطليّتها لا تنسبان إلى مطلق العلم ، لانّ ( العلم ) المطلق لا يوصف بشيء ، أعنى لا ( يوصف ) بالحقّ ولا بالباطل ، بل ينسب إلى محلَّه الصادر عنه ، مثل العلوم
[1] هي كنسبة : نسبة MF [2] تخوم الأرض : + وجبلتها MF [3] وكما أن الأرض . . . العلوم : فكما ان لا يكون ارض الا إذا حفر ينبع منه ماء عذبا كان أو أجاجا ، فلا يكون قلب الا وإذا حفر أعنى رفع الموانع عنه الا وطلع منه علوم MF
521
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 521