نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 518
( 1061 ) فالبيت ، في هذا المثل أيضا ، ( هو ) جسد ابن آدم والبئر قلوبهم والماء علومهم الحقيقيّة التي ( هي ) تحت بئر قلوبهم والحفر هو المجاهدة والرياضة ( هي ) رفع الموانع الدنيويّة والتعلَّقات النفسانيّة ، لانّه إذا عرف ( الإنسان ) هذا ، وحفر بئر القلوب ، ظهر له ماء العلوم الحقيقيّة الارثيّة ، الواصلة اليه من أبيه آدم الحقيقىّ [1] كما تقدّم ذكره . وصار ريّان بعد ما كان عطشان ، وصار غنيّا بعد ما كان فقيرا ، وعالما بعد ما كان جاهلا . وصار ( له هذا الماء الحي ) سبب حياته دنيا وآخرة . ( 1062 ) أمّا ( في ) الدنيا ، فكان ( هذا الماء الحىّ ) سبب حياته المعنويّة وملذّاته [2] الروحانيّة . وأمّا ( في ) الآخرة ، فيكون هو سبب البقاء الابدىّ والكمال الحقيقىّ والوصول إلى الحضرة الإلهيّة . وخاصيّته ( أي من خصوصيّة هذا الماء ) أنّه يكون آنا فآنا أصفى ممّا كان وأجلى ، لانّه سبب العروج والصعود دنيا وآخرة ، لقوله تعالى * ( رَبِّ ! زِدْنِي عِلْماً ) * [3] لانّ منبعه ( أي منبع هذا العلم ) التجلَّيات الإلهيّة والإفاضات الربّانيّة ، وهي غير منقطعة بالاتّفاق . ولقوله تعالى أيضا * ( لا مَقْطُوعَةٍ ولا مَمْنُوعَةٍ ) * [4] . وهذا ( الماء الحىّ هو ) المنبع والعين المخصوصة بالابرار والمقرّبين في قوله تعالى * ( إِنَّ الأَبْرارَ يَشْرَبُونَ من كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ الله يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً ) * [5] وقوله
[1] آدم الحقيقي : + واعلم أن المراد بآدم الحقيقي هو النور الصادر الأول ، العقل ، الروح القدسي ، القائل في فقرات خطبه الصحيحة « أنا آدم الأول ، أنا نوح الأول إلى غير ذلك Fh بالأصل ) [2] وملذاته : والملذات MF [3] رب زدني . . : سورهء 20 ( طه ) آيهء 113 [4] لا مقطوعة . . : سورهء 56 ( الواقعة ) آيهء 32 [5] ان الأبرار . . : سورهء 76 ( الدهر ) آيهء 5
518
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 518