نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 468
فوق هذه المرتبة شهود الذات المغيّبة [1] للعباد عند التجلَّى ، الا أن يتجلَّى ( الحقّ ) من وراء الأستار الاسمائيّة ، وهي « عين الأعيان » . وإليها [2] أشار الشيخ ( ابن العربي ) في « الفصّ الشيثى » : « فلا تطمع ولا تتعب نفسك ، فانّها الغاية التي ما فوقها غاية في حقّ المخلوق » . ( 941 ) وقد أشار الشيخ الكامل عفيف الدين التلمساني - رحمة الله عليه - في « شرحه لمنازل السائرين » إلى خسّة [3] أرباب الكشف الصورىّ وعليه اعتقاد العوامّ في حقّهم ، إشارة ( حسنة ) ، وهي تليق بهذا المقام ، لانّ أكثر أبناء الزمان لا يستدلَّون على كمال العارف الا به ( أي بالكشف الصورىّ ) . والحال أنّه نقص بالنسبة اليه ، كما ألمعنا اليه الآن . فاشارته [4] ( أي الشيخ عفيف الدين ) هو قوله في « باب البصيرة » عند تحقيق الفراسة : « والذي ثبت عندي بالتجربة [5] أنّ فراسة أهل المعرفة انّما هي من تمييزهم من يصلح لحضرة [6] الله ممّن لا يصلح و ( بها ) يعرفون أهل الاستعداد الذين [7] اشتغلوا باللَّه ووصلوا إلى حضرة الجمع فهذه فراسة أهل المعرفة . وأمّا فراسة أهل الرياضة ، بالجوع والخلوة وتصفية البواطن من غير وصلة إلى جانب الحقّ ، فلهم فراسة كشف الصور والاخبار بالمغيّبات المختصّة بالخلق ، فهم لا يخبرون الا عن الخلق ، لانّهم محجوبون عن الحقّ [8] . وأمّا أهل المعرفة ، فلاشتغالهم بما يرد عليهم ممّا هو من معارف الحقّ ، فاخبارهم انّما هو عن الله تعالى .
[1] المغيبة F : المنقية M [2] وإليها : واليه : MF [3] خسة F : حسنة M [4] فاشارته M : فأشار به F [5] بالتجربة F : بالتحريمة M [6] لحضرة F : بحضرة M [7] الذين M : الذي F [8] الحق F : الخلق M
468
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 468