responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي    جلد : 1  صفحه : 357


التوحيد آثاره » . وكذلك المغرب ، لانّه عبارة عن موضع أفول نور الشمس وجرمها واختفائها فيه . وعالم الأجسام كذلك ، لان أنوار شمس الحقيقة وشعاعها التي هي الأرواح ، تغرب في عالم الأجسام ، وتختفى فيها اختفاء الشمس في مغربها . ولهذا قال تعالى * ( إِنَّ في خَلْقِ السَّماواتِ والأَرْضِ واخْتِلافِ اللَّيْلِ والنَّهارِ لَآياتٍ لأُولِي الأَلْبابِ ) * [1] .
( 710 ) والذي قال تعالى في حقّه أيضا « لا شَرْقِيَّةٍ ولا غَرْبِيَّةٍ » [2] هذا معناه ، لانّه يقول : لست ( أنت يا محمّد ) من أهل عالم الظاهر أو الأجسام الصرفة ، [3] الذي هو المغرب ، ولا من أهل عالم الباطن أو الأرواح الصرفة ، [4] الذي هو المشرق ، بل أنت جامع بينهما . وقس على هذا أهل التحقيق ، لانّهم ليسوا من أرباب الشريعة الصرفة ، ولا من أهل الطريقة المحضة ، بل هم جامعون بينهما .
( 711 ) ولهذا جاء موسى - عليه السلام - بتكميل الظواهر مطلقا ، مضافا إلى تكميل بعض البواطن ويعرف هذا من ترتيب التوراة [5] . وجاء عيسى - عليه السلام - بتكميل البواطن مطلقا ، مضافا إلى تكميل بعض الظواهر ويعرف هذا من ترتيب الإنجيل . وجاء نبيّنا - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - بتكميل الطرفين والجمع بين المرتبتين ، لقوله [6] « قبلتي ما بين المشرق والمغرب » . ويعرف هذا من ترتيب القرآن . وبالحقيقة تسميته بالقرآن ما كان الا لجمعه بين المرتبتين ، بل المراتب كلَّها .
فالقرء ( لغة ) هو الجمع ، والقرآن مشتقّ من « القرء » ، كما هو معلوم



[1] ان في خلق . . : سورهء 3 ( آل عمران ) آيهء 187
[2] لا شرقية . . : سورهء 24 ( النور ) آيهء 35
[3] الصرفة : الصرف MF
[4] الصرفة : الصرف MF
[5] التوراة : التورية MF
[6] لقوله F : من قوله M

357

نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي    جلد : 1  صفحه : 357
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست