responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي    جلد : 1  صفحه : 345


وسلَّم - لحارثة ، وهو أنه قال « يا حارثة ، كيف أصبحت ؟ قال : أصبحت مؤمنا حقا . فقال - عليه السّلام : لكلّ حقّ حقيقة ، فما حقيقة ايمانك ؟ قال :
رأيت أهل الجنّة يتزاورون ، وأهل النار يتعاوون ، [1] ورأيت عرش ربّى بارزا . قال - عليه السلام : أصبت . فالزم ! » ( 686 ) فايمانه بالغيب حقّ وشريعة وكشفه ووجدانه الجنّة والنار والعرش ، حقيقة وزهده في الدنيا وسهره وظمؤه ، [2] طريقة . والشرع شامل للكلّ ، لانّ الشرع كاللوزة الكاملة المشتملة على اللبّ والدهن والقشر .
فاللوزة بأسرها كالشريعة ، واللبّ كالطريقة ، والدهن كالحقيقة ، كما قيل في صفة الصلاة أيضا : انّ الصلاة خدمة وقربة ووصلة . فالخدمة هي الشريعة ، والقربة هي الطريقة ، والوصلة هي الحقيقة . واسم الصلاة جامع للكلّ .
وعن هذا الكشف في المراتب المذكورة أخبر الله تعالى في كتابه ب « كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ، ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ » ، [3] و « إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ » [4] لانّ ( المرتبة ) الأولى بمثابة الشريعة ، والثانية بمثابة الطريقة ، والثالثة بمثابة الحقيقة .
( 687 ) ثمّ أعلم أنّ الشريعة عبارة عن تصديق أفعال الأنبياء قلبا والعمل بموجبها والطريقة ( عبارة ) عن تحقيق أفعالهم وأخلاقهم فعلا والقيام بحقوقها والحقيقة ( عبارة ) عن مشاهدة أحوالهم ذوقا والاتّصاف بها ، لانّ الأسوة الحسنة في قوله تعالى * ( لَقَدْ كانَ لَكُمْ في رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) * [5] لا تتحقّق الا بها ، أي برعاية هذه المراتب على ما هي



[1] يتعاوون M : يتعادون F
[2] وظمؤه : ظماوه MF
[3] كلا لو . . : سورهء 102 ( التكاثر ) آيهء 5 - 8
[4] ان هذا . . : سورهء 56 ( الواقعة ) آيهء 95
[5] لقد كان . . : سورهء 33 ( الأحزاب ) آيهء 21

345

نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي    جلد : 1  صفحه : 345
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست