responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي    جلد : 1  صفحه : 307


في السماوات والأرض « وهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ » .
( 599 ) وأمّا قوله - عليه السلام - « ولا يجنّه البطون عن الظهور » إلى آخره ، فهو ظاهر في غاية الظهور ، لانّه إشارة إلى الوجود المطلق المحض ، والى مراتب كمالاته في مدارج ظهوره وبطونه ، لأنه قال « لا يجنّه البطون عن الظهور » يعنى لا يمنع باطنيّته ظاهريّته لانّهما في الحقيقة شيء واحد ، ولا ظاهريّته باطنيّته ، لقوله « ولا يقطعه الظهور عن البطون » لانّهما أيضا اعتباران من اعتبارات كمالاته ، وليس بينهما مغايرة . فظهوره عين بطونه ، وبطونه محض ظهوره . ولهذا قال « قرب ، فنأى وعلا ، فدنا وظهر ، فبطن وبطن ، فعلن ودان ، ولم يدن » لانّه ليس في الواقع الا شيء واحد ، وهو الوجود . والشيء لا يبعد [1] عن نفسه ولا يقرب إليها ، [2] بل يكون قربه وبعده بالنسبة إلى بعض أعضائه ومظاهره .
( 600 ) ويعرف من هذا سرّ قوله « من عرف نفسه فقد عرف ربّه » . لكن بشرط أن تكون عين بصيرته مفتوحة ، لقوله تعالى « قُلْ هذِه سَبِيلِي ، أَدْعُوا إِلَى الله عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا ومن اتَّبَعَنِي » [3] أعنى الطريقة المحمّديّة مبنيّة على البصيرة ، وافتتاح عين القلب ، ومشاهدة وجود الحقّ تعالى من حيث الكشف والتوحيد ، لا على القيل والقال ، والمعارضة والجدال ، كما ورد فيه الاخبار والأحاديث . فكلّ من كانت عين بصيرته مفتوحة لا ينكر ذلك [4] القول ، ويعرف بالحقيقة أنّ معيّة



[1] يبعد F : يتعدد M
[2] إليها : اليه MF
[3] قل هذه . . : سورهء 12 ( يوسف ) آيهء 108
[4] ذلك F : هذا M

307

نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي    جلد : 1  صفحه : 307
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست