نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 279
( 548 ) والعلَّة الغائيّة في ذلك ، أي في تلك العبادة والخوف وغيرهما « لِيَجْزِيَهُمُ الله أَحْسَنَ ما عَمِلُوا ويَزِيدَهُمْ من فَضْلِه » [1] أي « لِيَجْزِيَهُمُ الله » في الدار الآخرة جزاء عملهم من سبيل العدل والاستحقاق « ويَزِيدَهُمْ من فَضْلِه » أي « ويزيدهم » بعد ذلك من القرب والكرامة والدرجات والمنزلة تفضّلا [2] عليهم بدون الجزاء ، لقوله تعالى * ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وزِيادَةٌ ) * [3] ولقوله * ( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ، ولَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ ) * [4] المشار اليه في قوله * ( إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ ) * [5] . ( 549 ) ويشهد به أيضا قوله تعالى عقيب قوله الاوّل * ( والله يَرْزُقُ من يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ ) * [6] أي * ( والله يَرْزُقُ من يَشاءُ ) * من عباده ، من أمثال هؤلاء العباد ، في الدنيا من الأموال والأولاد والعزّ والجاه والعلم والعمل وغير ذلك ، وفي الآخرة من الدرجات والمراتب والقرب والكرامة . « بِغَيْرِ حِسابٍ » أي بغير أن يحسب معهم ذلك ، كرامة لهم وإعزازا لمكانتهم ، لقوله * ( يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ ) * [7] أو لانّها بلا نهاية ولا حدّ من الكثرة والتوسّع ، لقوله * ( وإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ الله لا تُحْصُوها ) * [8] . وكلاهما حسن . رزقنا الله منها ! ( 550 ) هذا تأويل الآية المتقدمة ( أي آية النور ) وما بعدها [9] من