نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 254
النبىّ علَّمهم بذلك ، وكلّ واحد منهم علَّم الآخر ، وهذا ليس ببعيد . والثاني أنّ باب الوحي وان سدّ ، فباب الإلهام مفتوح ، يلهمهم الله تعالى بما فيه المصلحة من الأمور في دينه وشرعه . وهذا أيضا ليس ببعيد عندك ولا عند غيرك ، لانّك تعتقد ، في ( من هو ) أولى مرتبة [1] منهم ، هذا المقدار وأكثر منه « وما ذلِكَ عَلَى الله بِعَزِيزٍ » [2] . ( 505 ) ومع ذلك فلو [3] نزلت عن [4] أمثال هذه الاعتراضات ، ورجعت إلى دعواك ومقامك ، ورأيت الكلّ حسنا والوجود خيرا محضا ، وعرفت معنى قوله « ولِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها » [5] ومعنى قوله « أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاه » [6] ومعنى قوله « ما من دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ » [7] - لتخلَّصت من مشقّة المجادلة والمعارضة وظلماتها التي هي الجحيم بالحقيقة ، ووصلت إلى عالم الطمأنينة والاستقامة وأنوارها التي هي الجنّة [8] بالحقيقة . ( 506 ) وينبغي أن تعرف أيضا أنّه ليس مرادنا من هذا البحث معك ومع غيرك العصبيّة والجدال ، نعوذ باللَّه منه ! بل المقصود اصلاح ذات البين ، وايصال كلّ واحد منكم إلى حقّه لقوله تعالى « لا خَيْرَ في كَثِيرٍ من نَجْواهُمْ إِلَّا من أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ » [9] . والا ، بعناية الله وحسن توفيقه ، فأنا فارغ من أمثال ذلك ، لانّى ، منذ
[1] مرتبة : مراتب MF [2] وما ذلك . ، : سورهء 14 ( إبراهيم ) آيهء 23 [3] فلو F : فهو M [4] عن : مع F من M [5] ولكل . . : سورهء 2 ( البقرة ) آيهء 143 [6] أمر أن . . : سورهء 12 ( يوسف ) آيهء 40 [7] وما من دابة . . : سورهء 11 ( هود ) آيهء 59 [8] الجنّة M : الجحيم F [9] لا خير . . : سورهء 4 ( النساء ) آيهء 114
254
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 254