نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 186
من حيث الذات ، مربوبا من حيث الأسماء والصفات فاعلا من حيث الذات ، مفعولا من حيث الكمالات قابلا من حيث الذات ، مقبولا من حيث الخصوصيّات ، لانّ معلوماته ليست الا كمالاته الذاتيّة وخصوصيّاته الاسمائيّة ، لانّه إذا صار عالما بذاته ، صار عالما بجميع معلوماته ، لانّ العلم تابع للمعلوم ، [1] والمعلوم ذاته ، وذاته جامعة لجميع المعلومات . فيكون ( الحقّ تعالى في حال كونه ) عالما بها ( أي بذاته ) عالما بجميع المعلومات لها . ( 358 ) وأيضا العلم إذا لم يكن الا تابعا للمعلوم - ومعلومه لا يكون الا ذاته - فيكون عالما بذاته على ما هي عليه من الكمالات . ومن جملة كمالاته ، أن يكون موصوفا بكمالات غير متناهية وخصوصيّات غير منقطعة ، وتكون هذه الكمالات والخصوصيّات طالبة منه الظهور في الخارج أزلا وأبدا ، وأن يكون فاعلا من وجه ، قابلا من وجه إلاها من وجه ، مألوها من وجه ربّا من وجه ، مربوبا من وجه . فحينئذ يكون له كمال أن يكون العالم والمعلوم ، والآلة والمألوه ، والربّ والمربوب ، والفاعل والمفعول ، والقابل والمقبول ، وغير ذلك من المراتب المتقابلة التي لا يمكن اتّصاف غيره بها . ( 359 ) وهذا كمال على كمال ، وعزّ [2] على عزّ ، لا كما تصوّر المحجوب عنه وقال : انّه نقص ومذلَّة - تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا - لانّ هذا ( القول المتقدّم ) حكم بأن لا يكون كمال الا له تعالى ولا عزّ الا لجنابه ، لانّ غيره عدم صرف ولا شيء محض ، ولا وجود له حتّى يكون