نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 169
فردا من الافراد ، لانّه إذا تعدّى [1] الوحدة دخل في الاثنينيّة ، فلا يكون واحدا بل يكون اثنين ، والواحد قليل لانّه أقلّ العدد . فيكون تقديره : أنّ كلّ مسمّى بالوحدة غيره قليل الا هو [2] تعالى ، فانّه واحد كثير ، لقوله أيضا « الأحد لا بتأويل عدد » . وأكَّد هذا القول بقوله « وكلّ ظاهر غيره غير باطن ، وكلّ باطن غيره غير ظاهر » ليعلم أيضا أنّه تعالى في جميع الاعتبارات كذلك ، لا في الوحدة والكثرة فقط . ( 325 ) وأكَّد هذا القول بقول آخر « لم يحلل في الأشياء فيقال هو فيها كائن ، ولم ينأ عنها [3] فيقال هو فيها بائن » ليعلم أنّه ليس هذا بحلوله [4] في الأشياء ولا بتباعده عنها حقيقة ، بل بأنّه ظهر بصور كمالاته وخصوصيّاته المسمّاة بالمظاهر ، وليس غيره فيها حقيقة واعتبارا . فحينئذ يكون هو الاوّل والآخر والظاهر والباطن والواحد والكثير والقريب والبعيد ، أي ( هو ) الاوّل من حيث الذات الآخر من حيث الأسماء والصفات الظاهر من حيث الكمالات والخصوصيّات الباطن من حيث الوجود والذات . وكذلك الواحد والكثير والقريب والبعيد . ( 326 ) ويشهد بمجموع ذلك قوله الثالث ، لا سيّما قوله « والشاهد لا بمماسّة ، والبائن لا بتراخي مسافة ، والظاهر لا برؤية ، والباطن لا بلطافة . بان من الأشياء بالقهر لها والقدرة عليها . وبانت الأشياء منه بالخضوع له والرجوع اليه » لانّ هذا إشارة إلى أنّه ليس بينه وبين مظاهره تباعد بحسب المكان ، [5] بل بحسب الاعتبار الذي هو القهر والقدرة ،
[1] تعدى : + من MF [2] الا هو : الا انه MF [3] ينأ عنها M : يباعدها F [4] بحلوله F : بحاله M [5] المكان F : الإمكان M
169
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 169