نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 155
الصماء في اللَّيلة الظلماء » [1] الغير الشاعر [2] به أكثر المسلمين لقوله تعالى * ( وما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِالله إِلَّا وهُمْ مُشْرِكُونَ ) * [3] . ( 296 ) فحينئذ يكون تقدير الآية أنّه [4] يقول : انّ من اتّقى - بعد الايمان باللَّه والعمل الصالح والخلاص من الشرك الجلىّ - عن الشرك الخفىّ ، الذي هو رؤية فعل الغير في الوجود ، ليس عليه جناح « فِيما طَعِمُوا » أي ليس جرح فيما يفعل به من الصغائر ، لانّه من أهل التوحيد الفعلىّ [5] الغير المأخوذ بالصغائر . ولا شكّ أنّ هذا أفضل [6] الأعمال الصالحة ، لانّه ايمان بعد ايمان ، وتقوى بعد تقوى ، لانّ الايمان الاوّل ايمان بوجوده مع العمل الصالح من القيام بالأركان الخمسة والاجتناب عن المحارم الشرعيّة ، والايمان الثاني ايمان برؤية الأفعال كلَّها منه مع الاتّقاء عن الشرك الخفىّ . وهذا أعظم من الاوّل ، لانّ هذا مرتبة الخواصّ ، وذاك مرتبة العوامّ ، والتفاوت بينهما ظاهر . ( 297 ) وقوله تعالى * ( ثُمَّ اتَّقَوْا وآمَنُوا ) * إشارة إلى التوحيد الصفاتى ، لان بعد التوحيد الفعلىّ لا يكون الا التوحيد الصفاتىّ . ومعناه أنّ من اتّقى من المؤمنين المذكورين - بعد الايمان باللَّه تعالى والعمل الصالح المعلوم والتوحيد الفعلىّ المذكور - عن اثبات الصفات لغير الله واثبات الصفات الزائدة له أيضا ، وصل إلى التوحيد الصفاتىّ ، وآمن
[1] في الليلة الظلماء F - : M [2] الشاعر : المشعر MF [3] وما يؤمن . . : سورهء 12 ( يوسف ) آيهء 106 [4] انه : - F اية M [5] التوحيد الفعلي : + يقول الماشق ( الماسو Fh ) وهذا مغزى الحديث النبوي المتواتر معناه ولفظه « العارف بعلي عابد وان لم يعبد ، ومحسن وان أساء ، وناج وان أذنب Fh ( بالأصل ) [6] أفضل M : أعظم F
155
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 155