نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 126
الا عمى . فالسكوت عنه أولى ، لقول النبىّ - صلَّى الله عليه وآله « إذا بلغ الكلام إلى الله فأمسكوا » ولقوله « من عرف الله تعالى ، كلّ لسانه » . ( 243 ) أمّا توحيد هذا الوجود وتفريده فلا يكون الا بتمحيضه وتخليصه عمّا سواه ، أعنى التوحيد الذاتىّ لا يمكن حصوله الا بالخلاص عن رؤية الغير ومشاهدته ، المسمّى بالشرك الخفىّ ، لقوله تعالى * ( فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّه فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً ولا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّه أَحَداً ) * [1] أي من كان منكم [2] يرجو مشاهدة ربّه في مظاهره الاسمائيّة والصفاتيّة ، المسمّاة بالآفاق والأنفس ، « فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً » قلبيّا حقيقيّا ، أي فليشاهد وجودا مطلقا واحدا من جميع الجهات ، مجرّدا عن جميع الاعتبارات ، أعنى : ينبغي أن يشاهد هذا المشاهد وجودا حقيقيّا واحدا من جميع الجهات بنظره القلبىّ ، المسمّى بعين البصيرة ، بحيث لا يشاهد معه غيره أصلا ، كما قال « ولا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّه أَحَداً » أي فلا ينبغي أن يشاهد المشاهد في هذه المشاهدة غيره أبدا ، حتّى يصدق عليه أنّه موحّد حقيقىّ ، والا فلا ، لانّ العمل الصالح هو العمل الخالص من الشرك الجلىّ والخفىّ ، ظاهرا أو باطنا . أعنى : النظر القلبىّ الحقيقىّ الخالص عن مشاهدة الغير مطلقا هو العمل الصالح الخالص ، لا غير ، لقوله تعالى أيضا * ( أَلا لِلَّه الدِّينُ الْخالِصُ ) * [3] أي الخالص من الدين هو لله فقط . والخالص من الدين لا يكون خالصا الا إذا خلص من الشركين أي الجلىّ والخفىّ .
[1] فمن كان . . : سورهء 18 ( الكهف ) آيهء 110 [2] منكم M - : F [3] ألا للَّه . . : سورهء 39 ( الزمر ) آيهء 3
126
نام کتاب : جامع الأسرار ومنبع الأنوار نویسنده : سيد حيدر آملي جلد : 1 صفحه : 126