الطبيعة النارية فيزيد بذلك الأجزاء النارية التي في الممتزج وحينئذ إما أن يغلب الحرارة ويستولي عليها فتسخن بها الرطوبة التي فيه وتغلى غليانا ينفصل به لطيفها عن كثيفها فمتجل إلى بساطة الأولى وهو الإحراق وإما أن لا يغلب عليه ولا تفصل أجزاؤه إما لكثرة الرطوبة أو شدة الامتزاج فتسخن الرطوبة التي فيه وتغلى وتفسد فيحصل منه العفونة . قال بقراط :
قوله ( ص 297 ، س 8 ، 9 ) : « فينفخ اسرافيل . . . » متفرع على الأول وإجمال بعد التفصيل وقوله : تلك الصور . . . إن أريد بها الصور المختلطة الطبيعية كما هو الأنسب بالإطفاء فلفظ تلك باعتبار بعدها الذكرى في كلامه بالنسبة إلى الصور البرزخية وعلمت : أن شيئية الشيء بالصورة فالمختلطة والبرزخية والأخروية كلها واحدة والتفاوت بالضعف والشدة وإن أريد بها الصور البرزخية وهو الأظهر من كلامه فانطفاؤها باعتبار تبدل الصور البرزخية بالأخروية كما تبدل أولا الصور الدنيوية بالبرزخية واعلم أن من شعب نفخ الصور نفخ روح الإيمان وروح العرفان في قلوب أرباب الذوق والعيان بأنفاس متبركة من الولاة والهداة كما قال المولوي المعنوي في المثنوي « هين كه اسرافيلِ وقتند أولياء » وقد نقلنا في معاني القبر ثلاثة أبيات وبعدها :
ما نمرديم وبكلى كاستيم * بانگ حق آمد همه برخاستيم بانگ حق اندر حجاب وبى حجيب * آن دهد كو داد مريم را ز جيب اى فناتان نيست كرده زير پوست * باز گرديد از عدم ز آواز دوست

758