إسم الكتاب : تعليقات بر الشواهد الربوبية ( عدد الصفحات : 445)

أجزاء صغار بمداخلتها عليه وهذا بإزاء القول بالفشو والنفوذ المشهور في كتب القوم وهو الأظهر في إنكار الاستحالة فإن هذا القائل يقول تسخن الماء مثلا بنفوذ أجزاء النار [1] من مسامات القدر وحواليه وفشوها في الماء ولا تكيف هنا كما أن القول بالكمون والبروز إنكار الانقلاب في الصور الجوهرية .
قوله ( ص 181 ، س 20 ) : « قاصرة عن قبولها » أي في الكيفيات الفعلية والانفعالية التي هي أوائل الملموسات التي هي دلائل الكيفيات المحسوسات وهذا بناء على نفي التضاد عن الجواهر وإلا فالتضاد في نفس الصور لنفس الصور ومانعية التضاد عن قبول الحياة لأجل أنه موجب الفساد والعدم الذي هو شر من الموت فإن كل فساد وزوال في عالم الطبيعة بطريان ضد على موضع ضد وطرده إياه فالحر الشديد إذا وقع في موقع البرد وطرد البرد وأزاله فيقال إنه عدم البرد والسواد إذا طرأ على موضع البياض طرده وكذا الفصل طارد الوصل وقس عليه الباقي إنما الباقي في هذه المواضع الموضوعات والمحال فالضدية منشأ الموت وإذ لا تضاد في الأفلاك فكلها أحياء .
قوله ( ص 182 ، س 8 ، 9 ) : « كالسحب . . . » مثالات للآثار العلوية إذ بعضها لا تركيب فيها حتى تكون أمثلة للتراكيب يريد توهين إحداث المركبات من وجوه ثلاثة . أحدها : من باب جزئيتها ومحدوديتها فأين الجزئي المادي المحدود من الكلي الشامل المحيط الذي لا نسبة له إليه في مشموليته سيما الكليات الوجودية التي كليتها سعتها الخارجية .

[1] هذا هو المختار كما بين في العلوم الطبيعية لان الأجسام مركبة من اجزاء صغار وليس الجسم متصلا واحدا ان اتصال الأجسام من خطاء الباصرة والتحقيق يطلب من كتب الجديدة والفلسفة الحديثة .

640