responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تعليقات بر الشواهد الربوبية نویسنده : سيد جلال الدين آشتياني    جلد : 1  صفحه : 486


قوله ( ص 57 ، س 10 ) : « بل هو عبارة عن إنشاء كلمات تامات . . . » كان على المصنف ( قدس سره ) بيان كون الوجود كلاما كما سموا الوجود المنبسط : كلمة كن . وعبر علي عليه السلام في نهج البلاغة عنه بها حيث قال إنما يقول لما أراد كونه كن فيكون لا بصوت يقرع ولا بنداء يسمع وإنما كلامه فعله بيان ذلك أن حقيقة الكلام هي ما يعرب عن الضمير فهو وجود يحضر به وجود آخر عند النفس وما سماه الجمهور كلاما هذا حقيقته إلا أنه خص بالصوت لكونه أسهل تأدية لضرورة التنفس وأسرع وصولا وتحولا وجعله كذلك بالمواضعة ولو تواضعوا على الحركات والكيفيات الأخر سوى المسموعات بحيث صار الحضور المذكور ميسرا والعادة جارية كانت كلمات بلا شائبة مجاز فكون الكلام صوتا بالمؤانسة والمواضعة لا من الأمور الطبيعية .
إذا عرفت هذا فاعرف أن الوجود الذي هو مقام الظهور معرب عما في الضمير من الغيب المكنون والسر المصون وكل مرتبة منه له دلالة ذاتية بالطبع والفطرة لا بالمواضعة البشرية بل بالوضع الإلهي على اسم من أسماء الله الحسنى وصفة من صفاته العليا فهو كلام بالحقيقة ثم إن مراده ( قدس سره ) بالكلمات التامات العقول المفارقات والأنوار القاهرات في سلسلة البدايات وبالآيات المحكمات وأخر متشابهات العقول المجردات في سلسلة النهايات والكلمات الطيبات الصاعدات والمراد بكسوة الألفاظ والعبارات الأجساد الداثرات ومعلوم أن من كان وجوده كلام الله كان كلامه اللفظي ونطقه اللهجي كلام الله أيضا حالة انسلاخه عن الوجود الكوني كما قال بعض أهل العصمة : كررت « إِيَّاكَ نَعْبُدُ حتى سمعته من قائلها [1] » والتشابه إما باعتبار



[1] وهو الصادق عليه السلام حيث قال ما زلت أكررها حتى سمعتها من قائلها . قال الشيخ العارف صاحب العوارف وكان لسانه عليه السلام في هذا المقام كشجرة طور . مصطلحات العرفا ، ملا عبد الرزاق .

486

نام کتاب : تعليقات بر الشواهد الربوبية نویسنده : سيد جلال الدين آشتياني    جلد : 1  صفحه : 486
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست