فاضلا كرمضان وسيّما عشر آخره ، وذي الحجّة وسيّما عشر أوّله والغدير .ويسرّ في المستحبّ بحيث لا يدري شماله ما يعطي يمينه ، [1] فورد :« صدقة السرّ أفضل من العلانية » ، [2] و « هي تطفئ غضب الربّ » [3] ويظهر في الواجب وحيث سئل في ملأ ، معتصما من الرياء ، وحيث أمنه ، وقصد الترغيب ، فورد * ( إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وإِنْ تُخْفُوها وتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ) * [4] .ويعطي وهو صحيح شحيح ، يأمل البقاء ، ويخشى الفاقة ، ويستصغر الإعطاء ليعظم عنده تعالى ، وهو يذكر التوفيق والثواب ، ويعطي الأجود والأحبّ والأبعد عن الشبهة ، فورد * ( ويَجْعَلُونَ لِلَّه ما يَكْرَهُونَ ) * [5] ، * ( لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ) * [6] ، * ( أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ ) * . [7] ويغنيه إن قدر ، فورد : « إذا أعطيت فأغنه » [8] ، « ويقبّل يده بعد الإعطاء » ، « لأنّه يقع في يده تعالى أوّلا » [9] ، ويلتمس الدعاء من الآخذ ، لأنّ دعاءه يستجاب فيه ، ويصرف إلى من يكثر بإعطائه الأجر ، بكونه متّقيا عالما صادقا ، يرى النعمة منه تعالى ، ساترا للحاجة محصورا في سبيل اللَّه .
[1] راجع مجمع البيان 1 : 385 . [2] راجع الكافي 4 : 8 - 1 و 2 و 1 : 249 - 2 . [3] الفقيه 2 : 38 - 161 ، ثواب الأعمال : 127 - 1 ، مجمع البيان 1 : 385 . [4] البقرة : 271 . [5] النمل : 62 . [6] آل عمران : 92 . [7] البقرة : 267 . [8] راجع الكافي 3 : 548 - 3 ، التهذيب 4 : 64 - 174 . [9] راجع تفسير العيّاشي 2 : 108 - 117 و 115 ، عدّة الداعي : 59 والخصال : 619 .