responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنطق نویسنده : الشيخ محمد رضا المظفر    جلد : 1  صفحه : 373


- مثلا - في أرض طيبة في الوقت المناسب وقد سقيت الماء فلابد أن يحصل النبات ، باعتبار أن الفاعل قوة طبيعية في جوهر المادة فلا يمكن إلا أن يصدر عنها فعلها عند حصول الاستعداد التام ، لأنه إذا طلبت المادة - عند استعدادها - بلسان حالها أن يفيض بارئ الكائنات عليها الوجود ، فإنه - تعالى - لا بخل في ساحته ، فلابد أن يفيض عليها وجودها اللائق بها . وإذا وجدت الصورة فهو فرض وجود المعلول ، لأن معنى حصول الصورة - كما سبق - حصول المعلول بالفعل .
نعم ، في بعض الأمور الطبيعية لا يلزم من حصول استعداد المادة حصول الصورة بالفعل ، وذلك عندما يكون حدوث تلك الصورة متوقفة على حركة من علة محركة خارجة ، كاستعداد النخلة للثمر ، فإنما تتم ثمرتها بالفعل بعد التلقيح ، والتلقيح حركة من فاعل محرك خارج وهو الملقح . ومن هذا الباب الأمور الصناعية ، فإن مجرد استعداد الخشب لأن يصير كرسيا لا يصيره كرسيا بالفعل ما لم يعمل الصانع في نشره وتركيبه على الوجه المناسب . وعليه لا يقع البرهان اللمي في أمثال هذه المواد ، فلا تقع كل مادة حدا أوسط ، فلذا لا يصح أن يعلل كون الشئ كرسيا بقولنا : لأنه خشب .
وأما العلة الفاعلية ، فليس يجب من فرض الفاعل في كثير من الأشياء وجود المعلول ، بل لا يؤخذ حدا أوسط إلا إذا كان فاعلا تاما ، بمعنى أنه مشتمل على تمام جهات تأثيره ، كما إذا دل على استعداد المادة ووجود جميع الشرائط فيما إذا كان المعلول من الأمور الطبيعية المادية ، وذلك كفرض وجود الحرارة في الحديد الذي يلزم منه بالضرورة وجود التمدد ، فالفاعل بدون الموضوع القابل لا يكون فاعلا تاما ، كما لا يكون القابل بدون الفاعل قابلا بالفعل .
ومن هذا الكلام يعلم ويتضح أنه ليس على المطلوب الواحد - في

373

نام کتاب : المنطق نویسنده : الشيخ محمد رضا المظفر    جلد : 1  صفحه : 373
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست