responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنطق نویسنده : الشيخ محمد رضا المظفر    جلد : 1  صفحه : 37


وبمرور الزمن دعت الإنسان الحاجة - وهي أم الاختراع - إلى أن يضع لكل معنى يعرفه ويحتاج إلى التفاهم عنه لفظا خاصا ، ليحضر المعاني بالألفاظ بدلا من إحضارها بنفسها .
ولأجل أن تثبت في ذهنك - أيها الطالب - هذه العبارة أكررها لك ، ليحضر المعاني بالألفاظ بدلا من إحضارها بنفسها ، فتأملها جيدا . واعرف أن هذا الإحضار إنما يتمكن الإنسان منه بسبب قوة ارتباط اللفظ بالمعنى وعلاقته به في الذهن ، وهذا الارتباط القوي ينشأ من العلم بالوضع وكثرة الاستعمال ، فإذا حصل هذا الارتباط القوي لدى الذهن يصبح اللفظ عنده كأنه المعنى والمعنى كأنه اللفظ ، أي : يصبحان عنده كشئ واحد ، فإذا أحضر المتكلم اللفظ فكأنما أحضر المعنى بنفسه للسامع ، فلا يكون فرق لديه بين أن يحضر خارجا نفس المعنى وبين أن يحضر لفظه الموضوع له ، فإن السامع في كلا الحالين ينتقل ذهنه إلى المعنى ، ولذا قد ينتقل السامع إلى المعنى ويغفل عن اللفظ وخواصه كأنه لم يسمعه ، مع أنه لم ينتقل إليه إلا بتوسط سماع اللفظ .
وزبدة المخض : أن هذا الارتباط يجعل اللفظ والمعنى كشئ واحد ، فإذا وجد اللفظ فكأنما وجد المعنى ، فلذا نقول : وجود اللفظ وجود المعنى ولكنه وجود لفظي للمعنى ، أي : أن الموجود حقيقة هو اللفظ لا غير وينسب وجوده إلى المعنى مجازا بسبب هذا الارتباط الناشئ من الوضع . والشاهد على هذا الارتباط والاتحاد انتقال القبح والحسن من المعنى إلى اللفظ وبالعكس ، فإن اسم المحبوب من أعذب الألفاظ عند المحب وإن كان في نفسه لفظا وحشيا ينفر منه السمع واللسان . واسم العدو من أسمج [1] الألفاظ وإن كان في نفسه لفظا مستملحا . وكلما زاد



[1] سمج سماجة وسموجة : قبح .

37

نام کتاب : المنطق نویسنده : الشيخ محمد رضا المظفر    جلد : 1  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست