responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنطق نویسنده : الشيخ محمد رضا المظفر    جلد : 1  صفحه : 366


الثاني : أن تكون العلة من الخارج ، وهذه العلة الخارجة على نحوين :
1 - أن تكون إحدى الحواس الظاهرة أو الباطنة ، وذلك في المشاهدات والمتواترات اللتين هما من البديهيات الست وقضاياهما من الجزئيات [1] فإن العقل هو الذي يدرك أن هذه النار حارة ، أو مكة موجودة . ولكن إدراكه لهذه الأشياء ليس ابتداء بمجرد تصور الطرفين ولا بتوسط مقدمات عقلية ، وإنما بتوسط إحدى الحواس ، وهي جنوده التي يستعين بها في إدراك المشاهدات ونحوها ، فإنه يدرك الطعم بالذوق واللون بالبصر والصوت بالسمع . . . وهكذا ، ثم يدرك بقوة أخرى بأن ما له هذا اللون الأصفر - مثلا - له هذا الطعم الحامض .
وقول الحكماء : " إن العقل [2] لا يدرك الجزئيات " [3] فإن غرضهم أنه لا يدرك الجزئيات بنفسه بدون استعمال آلة إدراكية ، وإلا فليس المدرك للكليات والجزئيات إلا القوة العاقلة . ولا يمكن أن يكون للسمع والبصر ونحوهما وجود وإدراك مع قطع النظر عنها ، غير أن إدراك القوة العاقلة للمحسوسات لا يحتاج إلى أكثر من استعمال آلة الإدراك المختصة في ذلك المحسوس .
ويختص إدراك القوة العاقلة بتوسط [4] الآلة في خصوص الجزئيات ، لأن الحس بانفراده لا يفيد رأيا كليا ، لأن حكمه مخصوص بزمان الإحساس فقط ، وإذا أراد أن يتجاوز الإدراك إلى الأمور الكلية فلابد أن



[1] يعني : أن موضوعات هذه القضايا ليست إلا جزئيات ، فتكون القضايا قضايا شخصية .
[2] راجع التعليقات لأبي علي الشيخ الرئيس : ص 22 وص 33 وص 50 وص 58 وص 77 ص 116 وص 126 وص 148 ، والحاشية : ص 17 ، وحواشيها في المقام .
[3] لا يخفى عليك ما فيه من المغالطة باشتراك الاسم ، فإن العقل الذي يدرك الجزئيات إنما هو العقل بمعنى مطلق القوة المدركة أو النفس . والعقل الذي يقول الحكماء : إنه لا يدرك الجزئيات إنما هو خصوص مرتبة من النفس والقوة المدركة لا تدرك إلا الكليات .
[4] متعلق ب‌ " يختص " .

366

نام کتاب : المنطق نویسنده : الشيخ محمد رضا المظفر    جلد : 1  صفحه : 366
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست