وتستعمل الحقيقية في القسمة [1] الحاصرة [2] : الثنائية وغيرها . واستعمالها أكثر من أن يحصى . 2 - مانعة جمع [3] : وهي ما حكم فيها بتنافي طرفيها أو عدم تنافيهما صدقا لا كذبا ، بمعنى : أنه لا يمكن اجتماعهما ويجوز أن يرتفعا معا في الإيجاب ، ويمكن اجتماعهما ولا يمكن ارتفاعهما في السلب [4] . مثال الإيجاب : " إما أن يكون الجسم أبيض أو أسود " فالأبيض والأسود لا يمكن اجتماعهما في جسم واحد ، ولكنه يمكن ارتفاعهما في الجسم الأحمر . مثال السلب : " ليس إما أن يكون الجسم غير أبيض أو غير أسود " فإن غير الأبيض وغير الأسود يجتمعان في الأحمر ، ولا يرتفعان في الجسم الواحد ، بأن لا يكون غير أبيض ولا غير أسود ، بل يكون أبيض وأسود . وهذا محال . وتستعمل مانعة الجمع في جواب من يتوهم إمكان الاجتماع بين شيئين ، كمن يتوهم أن الإمام يجوز أن يكون عاصيا لله ، فيقال له : " إن الشخص إما أن يكون إماما أو عاصيا لله " ومعناه : أن الإمامة والعصيان لا يجتمعان وإن جاز أن يرتفعا ، بأن يكون شخص واحد ليس إماما وعاصيا . هذا في الموجبة . وأما في السالبة : فتستعمل في جواب من يتوهم استحالة اجتماع شيئين ، كمن يتوهم امتناع اجتماع النبوة والإمامة في بيت واحد ، فيقال له :
[1] فلما كانت قسمة - والأقسام متباينة - امتنع اجتماعها ، ولما كانت حاصرة امتنع ارتفاع الأقسام . [2] أي : حصرا عقليا ، وإلا فكل قسمة حاصرة . [3] وهي إنما تصدق فيما إذا كان أحد الطرفين أخص من نقيض الآخر . [4] لا يخفى عليك : أن مفاد سلب امتناع الجمع هو أن الطرفين لا يمتنع اجتماعهما فيصدق فيما أمكن اجتماعهما فقط أو أمكن اجتماعهما وارتفاعهما . ويشهد لما ذكرنا ، المثال الأخير من قوله : ليس إما أن يكون البيت الواحد فيه نبوة أو إمامة .