مثال المفرد منهما " الضاحك " و " الناطق " . ومثال المركب من الخاصة قولنا للإنسان : " منتصب القامة بادي البشرة " . ومثال المركب من الفصل قولنا للحيوان : " حساس متحرك بالإرادة " . الصنف 4 - تقدم أن الفصل يقوم النوع ويميزه عن أنواع جنسه ، أي يقسم ذلك الجنس ، أو فقل : ينوع الجنس . أما الخاصة فإنها لا تقوم الكلي الذي تختص به قطعا ، إلا أنها تميزه عن غيره ، أي أنها تقسم ما فوق ذلك الكلي ، فهي كالفصل من هذه الناحية في كونها تقسم الجنس ، وتزيد عليه [1] بأنها تقسم العرض العام أيضا ، ك " الموجود لا في موضوع " الذي يقسم " الموجود " [2] إلى جوهر وغير جوهر . وتزيد عليه أيضا بأنها تقسم كذلك النوع ، وذلك عندما تختص ببعض أفراد النوع كما تقدم ، كالشاعر المقسم للإنسان . وهذا التقسيم للنوع يسمى في اصطلاح المنطقيين تصنيفا ، وكل قسم من النوع يسمى صنفا . فالصنف : كل كلي أخص من النوع [3] ويشترك مع باقي أصناف النوع
[1] أي تزيد الخاصة على الفصل كما هو الظاهر ، ويؤيده ما سيأتي بعد سطرين من قوله : " وتزيد عليه أيضا " هذا ، ولكن لا يخفى أن هذا - على خلاف ما سيأتي - ليس زيادة للخاصة على الفصل ، فإن الفصل أيضا يقسم العرض العام ، فإن الناطق - مثلا - يقسم الماشي والمتحيز والموجود لا في موضوع ، والموجود ، وهي أعراض عامة للإنسان والجسم النامي والجسم والجوهر . [2] أيضا منه يعلم ، أن مقسم الكليات الخمسة ليست هي الماهية . [3] لا يخفى عليك التهافت بين ما ذكره هنا في تعريف الصنف وبين ما يأتي في مبحث القسمة ص 112 - 113 والصحيح ما ذكره هناك من أن الصنف بعد كل كلي ذاتي قيد بخاصة أخص ، أو فقل هو الخاصة الأخص سواء كانت خاصة النوع أو خاصة الجنس .