تقومه بجميع ذاتياته ، كالضاحك اللاحق للإنسان ، والماشي اللاحق للحيوان ، والمتحيز اللاحق للجسم . وعندما يتضح هذا الاصطلاح ندخل الآن في بحث باقي الكليات الخمسة ، وقد بقي منها أقسام العرضي ، فإن العرضي ينقسم إلى : الخاصة والعرض العام : لأن العرضي : إما أن يختص بموضوعه الذي حمل عليه - أي لا يعرض لغيره - فهو " الخاصة " سواء كانت مساوية لموضوعها كالضاحك [1] بالنسبة إلى الانسان ، أو كانت مختصة ببعض أفراده كالشاعر والخطيب والمجتهد العارضة على بعض أفراد الإنسان . وسواء كانت خاصة للنوع الحقيقي كالأمثلة السابقة ، أو للجنس المتوسط كالمتحيز خاصة الجسم ، والماشي [2] خاصة الحيوان ، أو لجنس الأجناس كالموجود [3] لا في موضوع خاصة الجوهر . وإما أن يعرض لغير موضوعه أيضا - أي لا يختص به - فهو " العرض العام " كالماشي بالقياس إلى الانسان ، والطائر بالقياس إلى الغراب ، والمتحيز بالقياس إلى الحيوان ، أو بالقياس إلى الجسم النامي . وعليه ، يمكن تعريف الخاصة والعرض العام بما يأتي :
[1] بالقوة . [2] يفهم من هذا المثال وجود سقط في العبارة لابد من الإتيان به لاستيفاء الأقسام ولتحقق ممثل لهذا المثال ، وذلك بأن يزاد بعد قوله : " أو للجنس " قولنا : " أو للنوع " أو يزاد بعد قوله : " المتوسط " قولنا : " أو القريب " . ثم لا يخفى عليك ما في عطف هذا على ما قبله فإن الحيوان ليس جنسا متوسطا فكان اللازم أن يقول : أو للجنس السافل كالماشي خاصة الحيوان . [3] منه يعلم أن مقسم الكليات الخمسة ليس هي الماهية ، بل أعم منها .