المسلمات لنقض وضع أو للمحافظة على وضع لغرض إفحام الخصوم على أي نحو يتفق هذا التأليف وإن لم يكن على نحو السؤال والجواب ولم يمر على تلك المراحل الأربع بترتيبها . ولعل تعريف الجدل - المتقدم - لا يأبى هذه التوسعة . بل يمكن أن نتعدى إلى أبعد من ذلك حينئذ ، فلا نخص الصناعة بالمشافهة ، بل نتعدى بها إلى التحرير والمكاتبة . وفي هذه العصور - لا سيما الأخيرة منها بعد انتشار الطباعة والصحف - أكثر ما تجري المناقشات والمجادلات في الكتابة ، وتبتني على المسلمات والمشهورات على غير الطريقة البرهانية ، من دون أن تتألف صورة سؤال وجواب ، ومع ذلك نسميها قياسات جدلية ، أو ينبغي أن نسميها كذلك ، وتشملها كثير من أصول صناعة الجدل وقواعدها ، فلا ضير في دخولها في هذه الصناعة وشمول بعض قواعدها وآدابها لها . - 7 - مبادئ الجدل [1] أشرنا فيما سبق إلى أن مبادئ الجدل الأولية التي تعتمد عليها هذه الصناعة هي المشهورات والمسلمات ، وأن المشهورات مبادئ مشتركة بالنسبة إلى السائل والمجيب ، والمسلمات مختصة بالسائل . كما أشرنا إلى أن المشهورات يجوز أن تكون حقا واقعا وللجدلي أن يستعملها في قياسه . أما استعمال الحق غير المشهور بما هو حق في هذه الصناعة فإنه يعد مغالطة من الجدلي ، لأنه في استعمال أية قضية لا يدعي أنها في نفس الأمر حق ، وإنما يقول : إن هذا الحكم ظاهر واضح في هذه