أجسام غير الخشب ودقق في ملاحظته ووزن الأجسام والوسائل [1] بدقة وقاس وزن بعضها ببعض ، لحصل له حكم آخر بأن العلة في طفو الخشب على الماء أن الخشب أخف وزنا من الماء ، وتحصل له قاعدة عامة هي : أن الجسم الجامد يطفو على السائل إذا كان أخف وزنا منه ، ويرسب إلى القعر إذا كان أثقل وزنا ، وإلى وسطه إذا ساواه في الوزن ، فالحديد مثلا يرسب في الماء ، ويطفو في الزئبق لأنه أخف وزنا منه . 4 - المتواترات [2] : وهي قضايا [3] تسكن إليها النفس سكونا يزول معه الشك ويحصل الجزم القاطع . وذلك بواسطة إخبار جماعة يمتنع تواطؤهم على الكذب ويمتنع اتفاق خطئهم في فهم الحادثة ( 4 ) كعلمنا بوجود البلدان النائية التي لم نشاهدها ، وبنزول القرآن الكريم على النبي محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبوجود بعض الأمم السالفة أو الأشخاص .
[1] السوائل ، ظ . [2] راجع شرح المنظومة : ص 90 ، وشرح المطالع : ص 333 ، والقواعد الجلية : ص 397 ، والتحصيل : ص 97 . [3] شخصية ، كما سيصرح به في ص 366 . ( * ) هذا القيد الأخير لم يذكره المؤلفون من المنطقيين والأصوليين . وذكره - فيما أرى - لازم ، نظرا إلى أن الناس المجتمعين كثيرا ما يخطؤون في فهم الحادثة على وجهها حينما تقتضي الحادثة دقة الملاحظة . وقوانين علم الاجتماع تقضي بأن الجمهور لا تتأتى فيه الدقة في الملاحظة إذ سرعان ما تسري فيه العدوي والمحاكاة بعضهم لبعض ، فإذا تأثر بعضهم بالحادث المشاهد قد يقلده غيره من الحاضرين بالتأثر من حيث لا يشعر ، فيسري إلى الآخرين . وعليه لا يحصل اليقين من إخبار جماعة يحتمل خطأهم في الملاحظة وإن حصل اليقين بعدم تعمدهم للكذب . ألا ترى أن المشعوذين يأتون بأعمال يبدو أنها خارقة للعادة فينخدع بها المتفرجون لأنهم لم يرزقوا ساعة الاجتماع دقة الملاحظة . ولو انفرد الشخص وحده بمشاهدة المشعوذ لربما لا يشاهده يطحن الزجاج بأسنانه ويخرجه إبرا ، أو يطعن نفسه بمدية ولا يخرج الدم ، بل قد تنكشف له الحيلة بسهولة .