غيره ، كما لم يتردد في صحة حمل الأبيض على البياض . ولا يحتاج مثل هذه القضية وهي " الوجود موجود " إلى البرهان ، بل هي من الأوليات وإن بدت غير واضحة للعقل قبل تصور معنى " موجود " وصارت من أدق المباحث الفلسفية ويبتني عليها كثير من مسائل علم الفلسفة الدقيقة . 2 - المشاهدات [1] : [2] وتسمى أيضا " المحسوسات " وهي القضايا [3] التي يحكم بها العقل بواسطة الحس ، ولا يكفي فيها تصور الطرفين مع النسبة ، ولذا قيل : من فقد حسا فقد فقد علما . والحس على قسمين : ظاهر ، وهو خمسة أنواع : البصر والسمع والذوق والشم واللمس . والقضايا المتيقنة بواسطته تسمى " حسيات " كالحكم بأن الشمس مضيئة وهذه النار حارة وهذه الثمرة حلوة وهذه الوردة طيبة الرائحة . . . وهكذا . وحس باطن . والقضايا المتيقنة بواسطته تسمى " وجدانيات " كالعلم بأن لنا فكرة وخوفا وألما ولذة وجوعا وعطشا . . . ونحو ذلك . 3 - التجربيات [4] ( أو المجربات ) [5] : وهي القضايا التي يحكم بها العقل بواسطة تكرر المشاهدة منا في
[1] لا يخفى عليك ، أن المشاهدة هنا أعم من الرؤية وهي المعنى اللغوي للمشاهدة . [2] راجع شرح الشمسية : ص 167 ، وشرح المنظومة : ص 90 . [3] ولا تكون إلا قضايا شخصية ، فإن الحس لا يدرك إلا الجزئيات . [4] لا يخفى عليك : أنه يفترق التجربيات عن المحسوسات بأنها : 1 - تحتاج إلى تكرر الحس بخلاف تلك . 2 - بأنها قضايا كلية ، والمحسوسات قضايا شخصية . [5] راجع شرح المنظومة : ص 90 ، وشرح المطالع : ص 333 ، والقواعد الجلية : ص 397 ، وشرح الإشارات : ص 217 ، والتحصيل : ص 96 .