تقسيمات الحملية تمهيد : تقدم أن الحملية تنقسم باعتبار الكيف إلى موجبة وسالبة ، وباعتبار الموضوع إلى شخصية وطبيعية ومهملة ومحصورة . والمحصورة إلى كلية وجزئية . وهذه تقسيمات تشاركها الشرطية فيها في الجملة ، كما تقدم . والآن نبحث في هذا الفصل عن التقسيمات الخاصة بالحملية ، وهي : تقسيمها أولا باعتبار وجود موضوعها في الموجبة ، وتقسيمها ثانيا باعتبار تحصيل الموضوع والمحمول وعدولهما ، وتقسيمها ثالثا باعتبار جهة النسبة . فهذه تقسيمات ثلاثة : 1 - الذهنية ، الخارجية ، الحقيقية [1] إن الحملية الموجبة هي ما أفادت ثبوت شئ لشئ . ولا شك أن ثبوت شئ لشئ فرع لثبوت المثبت له ، أي : أن الموضوع في الحملية الموجبة يجب أن يفرض موجودا قبل فرض ثبوت المحمول له ، إذ لولا أن يكون موجودا لما أمكن أن يثبت له شئ ، كما يقولون في المثل : " العرش ثم النقش " . فلا يمكن أن يكون " سعيد " في مثل " سعيد قائم " غير موجود ، ومع ذلك يثبت له القيام . وعلى العكس من ذلك السالبة ، فإنها لا تستدعي وجود موضوعها ، لأن المعدوم يقبل أن يسلب عنه كل شئ ، ولذا قالوا " تصدق السالبة بانتفاء الموضوع " . فيصدق نحو " أب عيسى بن مريم لم يأكل ولم يشرب ولم ينم ولم يتكلم " . . . وهكذا ، لأنه لم يوجد فلم تثبت له كل هذه الأشياء قطعا ، فيقال لمثل هذه السالبة : " سالبة بانتفاء الموضوع " .
[1] راجع الحاشية : ص 58 ، وشرح المنظومة : ص 50 ، وتعليقة الأستاذ حسن زادة في المقام .