الناقص " [1] . وعليه يجوز أن يكتفى به في التعريف من دون ذكر التعريف المستنبط إذا كان المثال وافيا بخصوصيات الممثل له . التعريف بالتشبيه [2] مما يلحق بالتعريف بالمثال ويدخل في الرسم الناقص أيضا " التعريف بالتشبيه " . وهو أن يشبه الشئ المقصود تعريفه بشئ آخر لجهة شبه بينهما ، على شرط أن يكون المشبه به معلوما عند المخاطب بأن له جهة الشبه هذه . ومثاله تشبيه الوجود بالنور ، وجهة الشبه بينهما أن كلا منهما ظاهر بنفسه مظهر لغيره . وهذا النوع من التعريف ينفع كثيرا في المعقولات الصرفة ، عندما يراد تقريبها إلى الطالب بتشبيهها بالمحسوسات ، لأن المحسوسات إلى الأذهان أقرب ولتصورها آلف . وقد سبق منا تشبيه كل من النسب الأربع بأمر محسوس تقريبا لها . فمن ذلك تشبيه المتباينين بالخطين المتوازيين ، لأنهما لا يلتقيان أبدا . ومن هذا الباب المثال المتقدم وهو تشبيه الوجود بالنور . ومنه تشبيه التصور الآلي - كتصور اللفظ آلة لتصور المعنى - بالنظر إلى المرآة بقصد النظر إلى الصورة المنطبعة فيها .
[1] لا يخفى عليك : أن التعريف بالمثال لا يكون جامعا ، بل قد لا يكون مانعا ، وكذا التعريف بالتشبيه فإنه قد لا يكون مانعا . فشئ منهما ليس من الرسم الناقص الذي مر منه فإنه التعريف بالخاصة المساوية ويكون جامعا مانعا ، وإنما يكونان من الرسم الناقص عند من يعرف الرسم ب " قول مؤلف من محمولات لا تكون ذاتية بأجمعها " كالشيخ في الإشارات ص 102 وبرهان الشفا ص 52 وشارح المطالع ص 102 - 104 والمحقق الطوسي في الجوهر النضيد ، فإنه يمكن أن لا يكون جامعا ولا مانعا . [2] راجع الجوهر النضيد ، ص 164 .