التعريف بالمثال [1] والطريقة الاستقرائية كثيرا ما نجد العلماء - لا سيما علماء الأدب - يستعينون على تعريف الشئ بذكر أحد أفراده ومصاديقه مثالا له [2] . وهذا ما نسميه " التعريف بالمثال " وهو أقرب إلى عقول المبتدئين في فهم الأشياء وتمييزها . ومن نوع التعريف بالمثال " الطريقة الاستقرائية " المعروفة في هذا العصر التي يدعو لها علماء التربية لتفهيم الناشئة وترسيخ القواعد والمعاني الكلية في أفكارهم . وهي : أن يكثر المؤلف أو المدرس - قبل بيان التعريف أو القاعدة - من ذكر الأمثلة والتمرينات ، ليستنبط الطالب بنفسه المفهوم الكلي أو القاعدة . وبعدئذ تعطى له النتيجة بعبارة واضحة ليطابق بين ما يستنبط هو وبين ما يعطى له بالأخير من نتيجة [3] . والتعريف بالمثال ليس قسما خامسا للتعريف [4] بل هو من التعريف بالخاصة ، لأن المثال مما يختص بذلك المفهوم ، فيرجع إلى " الرسم
[1] راجع الجوهر النضيد : ص 164 . [2] قال ابن مالك في ألفيته : مبتدأ زيد ، وعاذر خبر * إن قلت : زيد عاذر من اعتذر لا يخفى عليك : أن الطريقة الاستقرائية وإن كانت تستعمل في بيان القواعد أيضا ، إلا أنها عندئذ ليست من نوع التعريف ، بل إنما هي الاستقراء الذي هو نوع من الحجة . [3] فظهر أن الطريقة الاستقرائية تفارق التعريف بالمثال من وجهين : 1 - كثرة المثال فيها دونه . 2 - تعقبها بالتعريف المتعارف دونه ، فللطريقة الاستقرائية في الحقيقة تعريفان : تعريف بالمثال ، وتعريف آخر بغيره . [4] ومنه الطريقة الاستقرائية ، لأنها أخص منه مطلقا .