وإذا حصلت لك هذه المراحل انتقلت بالطبع إلى : المرحلة الرابعة : وهي طلب التصديق بثبوت صفة أو حال للشئ ، ويسأل عنه ب " هل " أيضا ، ولكن تسمى هذه " هل المركبة " لأنه يسأل بها عن ثبوت شئ لشئ بعد فرض وجوده ، والبسيطة يسأل بها عن ثبوت الشئ فقط ، فيقال للسؤال بالبسيطة مثلا : هل الله موجود ؟ وللسؤال بالمركبة بعد ذلك : هل الله الموجود مريد ؟ فإذا أجابك المسؤول عن هل البسيطة [1] أو المركبة تنزع نفسك إلى : المرحلة الخامسة : وهي طلب العلة ، إما علة الحكم فقط - أي البرهان على ما حكم به المسؤول في الجواب عن هل [2] - أو علة الحكم وعلة الوجود معا [3] ، لتعرف السبب في حصول ذلك الشئ واقعا . ويسأل لأجل كل من الغرضين بكلمة " لم " الاستفهامية ، فتقول لطلب علة الحكم مثلا : لم كان الله مريدا ؟ وتقول - مثلا - لطلب علة الحكم وعلة الوجود معا : لم كان المغناطيس جاذبا للحديد ؟ كما لو كنت قد سألت هل المغناطيس جاذب للحديد ؟ فأجاب المسؤول بنعم ، فإن حقك أن تسأل ثانيا عن العلة فتقول " لم " . تلخيص وتعقيب ظهر مما تقدم أن : " ما " لطلب تصور ماهية الشئ ، وتنقسم إلى الشارحة والحقيقية ،
[1] يفهم منه : أن مطلب " لم " لا يختص بالهلية المركبة بل يعمها والهلية المركبة . [2] البسيطة أو المركبة كما استفيد من قوله قبل سطرين : فإذا أجابك المسؤول عن هل البسيطة أو المركبة . [3] إن قلت : لم لم يذكر قسما ثالثا وهو طلب علة الوجود فقط ؟ قلت : لأن كل ما هو علة للوجود فهو علة للحكم ، ولا عكس ، فطلب علة الوجود طلب لعلة الحكم أيضا . وهذا بخلاف علة الحكم ، فإنها قد تنفك عن علة الوجود .