responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 200


قيل : ومن هم ؟ قال : الَّذين هم على ما أنا عليه وأصحابي » أراد صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم بأصحابه أهل بيته عليهم السّلام .
يدلّ على ذلك ما رواه محمّد بن الحسن الصفّار - رحمه اللَّه - في كتاب بصائر الدرجات [1] بإسناده « عن مولينا الباقر عليه السّلام أنّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم قال : ما وجدتم في كتاب اللَّه عزّ وجلّ فالعمل به لازم لا عذر لكم في تركه ، وما لم يكن في كتاب اللَّه وكانت فيه سنّة منّي لا عذر لكم في ترك سنّتي ، وما لم يكن فيه سنّة منّي فما قال أصحابي فخذوه ، فإنّما مثل أصحابي فيكم كمثل النّجوم ، بأيّها أخذ اهتدى فبأيّ أقاويل أصحابي أخذتم اهتديتم ، واختلاف أصحابي لكم رحمة ، قيل : يا رسول اللَّه من أصحابك ؟ قال : أهل بيتي » .
وأيضا فإنّ أهل بيته صلوات اللَّه عليهم كانوا على منهاجه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم وطريقته دون سائر الصحابة ، إلا قليلا منهم كما يظهر من التتبّع لأحوالهم وسيرهم ، وسنذكر نبذا من ذلك في كتاب آداب الشيعة وأخلاق الإمامة من ربع العادات إن شاء اللَّه تعالى .
وقوله صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : « واختلاف أصحابي لكم رحمة » يعني به اختلافهم عليهم السّلام في أجوبة أسئلة الناس على حسب درجاتهم ومراتبهم واختلاف عقولهم وتفاوت أفهامهم ، فإنّهم عليهم السّلام كانوا مكلَّفين أن يكلَّموا الناس على قدر عقولهم ، وهذا رحمة من اللَّه سبحانه لعباده [1] ، وليس المراد اختلافهم عليهم السّلام فيما بين أنفسهم فإنّ أقوالهم وأفعالهم جميعا واحدة ، فقد ظهر أنّ الفرقة الناجية من هذه الأمّة ليست إلا من تمسّك بحبل القرآن وسفينة أهل البيت عليهم السّلام وتابعهم وشايعهم ووالاهم وسلك طريقتهم في العلم والعمل ، وأخذ اعتقاداته الدينيّة ، وأعماله الشرعيّة منهم عليهم السّلام لأنّ الحقّ معهم وفيهم وأهل البيت أدرى بما في البيت ، وأمّا ما ورد في اختلاف الأمّة فله معنى آخر كما يدلّ



[1] الجزء الأول الباب السادس .
[1] لعل المراد بالاختلاف الاياب والذهاب كما في قوله تعالى « ان في اختلاف الليل والنهار » أي في مجيء كل واحد منهما خلف الآخر وفي الزيارة الجامعة « ومختلف الملائكة » أي موضع نزولهم وترددهم وايابهم وذهابهم وهذا ما يقال له بالفارسية ( آمد وشد ، رفت وآمد ) كما في الخبر الذي يأتي عن الاحتجاج .

200

نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست