responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 191

إسم الكتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء ( عدد الصفحات : 438)


بل لا يزال غالب حاله يخبط خبط عشواء في أدلَّتهم ومعارضتها بشبهات احتمالات الأهواء حتّى يتمحّض اجتهاده عن رجحان ظنّ أو اعتقاد ضعيف ومتى عرض له طعن قويّ أعاد ذلك الطعن إلى الاستدلال والتكشّف فتراه متردّدا في العقائد بين ساكن وعائد ، فإلى أن يموت لعلَّه يجوّز حدوث القوادح وقد كان له قبل ذلك التعليم لسكونه إلى المعرفة جملة اعتقاد قويّ راجح وكان آمنا من تجدّد المطاعن والمعارضات والقوادح ، ثمّ قال : إنّني وجدت مثال شيوخ المعتزلة ومثال الأنبياء عليهم السّلام مثل رجل أراد أن يعرّف غيره أنّ في الدنيا نارا موجودة وذلك الرّجل الَّذي يريد أن يعرف وجودها قد رأي النّار في داره وفي البلاد ظاهرة كثيرة بين العباد ما يحتاج في معرفتها إلى نظر واجتهاد ، فقال له : إنّك تحتاج في معرفتها إلى إحضار حجر النّار وهو في طريق مكَّة لأنّه ليس كلّ حجر يكون في باطنه نار وتحتاج إلى مقدحة وإلى حراق وأن تكون في موضع سليم من شدّة الهواء لئلا يذهب بالحراق ويطفئ ما يخرج من الحجر من النّار ، فاحتاج هذا المسكين إلى تحصيل هذه الآلات من عدّة جهات وبعدّة توصّلات ولو كان قد قال له من مبدء الأمر : هذه النّار الظاهرة بين العباد هي النّار الكامنة في الحجر والشجر كان قد عرف وجود النيران على العيان والوجدان واستغنى عن ترتيب الدلالة وتحصيل البرهان ، وكلّ من عدل في التعريف عن الأمر المكشوف إلى الأمر الخفيّ اللَّطيف فهو حقيق أن يقال له : قد أضلّ ولا يقال : قد هدى ولا قد أحسن فيما استدلّ ، قال : وكلّ عاقل يعلم فيما عاينه من زيادات الأجسام في الإنسان والشجر وكلّ ما يزداد عظما وكبرا بين الأنام مثل النطفة الَّتي يصير منها إنسان ومثل النواة الَّتي سيكون منها نخلة عظيمة الشأن أنّ هذه الزيادات حادثات بالضرورة فكيف يعدل عن تعريف حدوثها بمثل هذا التحقيق إلى الحركة والسكون وهما عرضان غير مشاهدين ولا يعرف حقائقهما وما يلزم من حدوثهما إلا بنظر دقيق وقطع عقبات قليلة التوفيق - إلى أن قال - : فأشار الأنبياء صلوات اللَّه عليهم والكتب المنزلة عليهم إلى نحو هذه التنبيهات على هذه الدّلات الظاهرت ، فعدلوا المعتزلة بالخلائق إلى غير تلك الطرائق ، وضيّقوا عليهم سبيل الحقائق كما عدل من أراد تعريف حقيقة النّار المعلومة بالاضطرار

191

نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست