نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 161
إسم الكتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء ( عدد الصفحات : 438)
الله من عباده العلماء » [1] ، وأمّا الخشوع فمن قوله تعالى : « خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا » [2] ، وأمّا التواضع فمن قوله تعالى : « وأخفض جناحك لمن اتّبعك من المؤمنين » [3] ، وأمّا حسن الخلق فمن قوله تعالى : « فبما رحمة من الله لنت لهم » [4] وأمّا الزّهد فمن قوله تعالى : « وقال الَّذين أوتوا العلم ويلكم ثواب اللَّه خير لمن آمن » [5] ولمّا تلا رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم قوله تعالى : « فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام » [6] فقيل : « ما هذا الشرح يا رسول اللَّه ؟ فقال : إنّ النور إذا قذف في القلب انشرح له الصدر وانفسح ، قيل : فهل لذلك من علامة ؟ قال : نعم التجافي عن دار الغرور ، والإنابة إلى دار الخلود ، والاستعداد للموت قبل نزوله » [7] . ومنها أن يكون أكثر بحثه عن علم الأعمال وما يفسدها ويشوّش القلوب ويهيّج الوساوس ويثير الشرّ ، فإنّ أصل الدين التوقّي من الشرّ ولذلك قيل : عرفت الشرّ لا للشرّ لكن لتوقّيه * ومن لا يعرف الشرّ من الناس يقع فيه ولأنّ الأعمال الفعليّة قريبة وأقصاها المواظبة على ذكر اللَّه تعالى بالقلب واللَّسان وإنّما الشأن في معرفة ما يفسدها ويشوّشها وهذا ممّا تكثر شعبه ويطول تفريعه وكلّ ذلك ممّا يغلب مسيس الحاجة إليه ويعمّ البلوي به في سلوك طريق الآخرة وأمّا علماء الدنيا فإنّهم يتتبّعون غرائب التفريع في الحكومات والأقضية ويتعبون في وضع صور تنقضي الدّهور ولا تقع وإن وقعت فإنّما تقع لغيرهم لا لهم ، وإذا وقعت كان في القائمين لها كثرة ويتركون ما يلازمهم ويتكرّر عليهم آناء اللَّيل والنهار في خواطرهم ووساوسهم وأعمالهم ، وما أبعد عن السعادة من باع مهمّ نفسه اللازم بمهمّ غيره النادر إيثارا للقبول والتقرّب من الخلق على القرب من اللَّه تعالى ، وشرها في أن يسمّيه البطَّالون من أبناء الدنيا فاضلا محقّقا عالما بالدقائق ، وجزاؤه من اللَّه تعالى أن لا ينتفع في الدنيا بقبول الخلق بل يتكدّر عليه صفوه بنوائب الزمان ثمّ يرد يوم القيامة مفلسا