responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 101

إسم الكتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء ( عدد الصفحات : 438)


وأظهر له الحقّ ، كما لو أخذ طريقا في طلب ضالَّة فنبّهه غيره على ضالَّته في طريق آخر ، والحقّ ضالَّة المؤمن يطلبه كذلك ، فحقّه إذا ظهر الحقّ على لسان خصمه أن يفرح به ويشكره لا أنّه يخجل ويسوّد وجهه ويزيل لونه ويجتهد في مجاهدته ومدافعته جهده .
السابع أن لا يمنع معينه من الانتقال من دليل إلى دليل ومن سؤال إلى سؤال بل يمكَّنه من إيراد ما يحضره ويخرج من كلامه ما يحتاج إليه في إصابة الحقّ فإن وجده في جملته أو استلزامه وإن كان غافلا عن اللَّزوم فليقبله وليحمد اللَّه تعالى فإنّ الغرض إصابة الحقّ وإن كان في كلام متهافت إذا حصل منه المطلوب ، فأمّا قوله :
« هذا لا يلزمني فقد تركت كلامك الأوّل وليس لك ذلك » ونحو ذلك من أراجيف المناظرين فهو محض العناد والخروج عن نهج السداد وكثيرا مّا ترى المناظرات في المحافل تنقضي بمحض المجادلات حتّى يطلب المعترض الدّليل ويمنع المدّعي وهو عالم به وينقضي المجلس على ذلك الإنكار والإصرار على العناد ، وذلك عين الفساد والخيانة للشرع المطهّر والدخول في ذمّ من كتم علمه .
الثامن أن يناظر مع من هو مستقلّ بالعلم ليستفيد منه إن كان يطلب الحقّ والغالب أنّهم يحترزون من مناظرة الفحول والأكابر خوفا من ظهور الحقّ على لسانهم ويرغبون فيمن دونهم طمعا في ترويج الباطل عليهم ووراء هذه الشروط والآداب شروط آخر وآداب دقيقة لكن فيما ذكرنا يهديك إلى معرفة المناظرة للَّه ومن يناظر للَّه أو لعلَّة .
واعلم بالجملة أنّ من لا يناظر الشيطان وهو مستول على قلبه وهو أعدى عدوّ له ولا يزال يدعوه إلى إهلاكه ثمّ يشتغل بمناظرة غيره في المسائل الَّتي المجتهد فيها مصيب أو مساهم للمصيب في الأجر فهو مضحكة للشيطان [1] وعبرة للمحصّلين ولذلك شمت الشيطان به بما غمسه فيه من ظلمات الآفات الَّتي نعدّدها ونذكر تفصيلها .



[1] في الاحياء « فهو ضحكة للشيطان » .

101

نام کتاب : المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 1  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست